قرأت النقاش الذي فتحته “الخبر”
مشكورة حول البوكر العربية. أحترم مداخلات أصدقائي كيفما كانت، من حق أي واحد أن
يكون له رأيه في المسألة. لا أترفع عن النقاش ولكن تمنيت أن أظل خارجه. رأيي موجود
في المقالة الرئيسية التي نشرتها “القدس العربي” مباشرة بعد إعلان القائمة
القصيرة، وموجود أيضا في حصتي الإذاعية الأسبوعية “منبر حر”، في إذاعة المتوسط
الدولية Medi1 أتدخل فقط لتوضيح كلام
وُضع باسمي وهذا ما لا أقبله.
أولا: من الوفاء الإعلامي ذكر أن المحاورة هي عبارة عن مكالمة هاتفية بيني وبين المحاور من باريس، حيث أتواجد. هذا مهم لأنه يفترض أن المسألة تتعلق برأي سريع واستجابة لرغبة جاءت من الصحفي، أشكره أنه فكر فيّ. وقبلت المحاورة خجلا وحياء بالتليفون، لأن احتمالات التشويه كثيرة، إما عن سماع غير واضح أو عن نية ليست طيبة دائما.
ثانيا: وردت سلسلة من الأخطاء في المقالة لا يمكنها أن تصدر مني مثلا: هناك 7 أعمال جزائرية لم تمر إلى القائمة القصيرة التي شملت ستة أعمال؟ الكلام للصحفي على لساني؟ ما هذا الكلام الغريب؟ الأمر يتعلق طبعا بالأعمال الجزائرية المشاركة في البوكر في هذه الدورة، وهو أمر إيجابي، ولكن لم تمر إلى القائمة الطويلة إلا رواية واحدة: “رماد الشرق”. وهو أمر متعلق بلجنة تحكيم لها ضوابطها.
ثالثا: قلت بالحرف الواحد إن وجود محكمين من بلد معين ومرور أعمال إلى القائمة الطويلة والقصيرة لا يضر أبدا، المهم أن تكون اللجنة موضوعية فقط. ما أثير حول مرور أربعة نصوص من المغرب والعراق، قيل حوله الكثير، لكن لجنة التحكيم سيدة وتقف أمام ضميرها، وهي مقترحة لأداء هذه الوظيفة. كنت في لجان تحكيم عالية القيمة منها جائزة الشيخ زايد، وجائزة السلطان قابوس وجائزة الدولة في الكويت، وجائزة دبي وأعرف ثقل المسؤولية.
رابعا: حول الترشيح. الكلام الوارد على لساني غير دقيق وغير واضح. قلت إنه يجب أن نخرج من المحاكمات، الناشر هو من يرشح وليس للكاتب حق الترشح الحر كما في بعض الجوائز حتى ولو أراد. معناه أن يرشحك ناشر فهو يكرمك ويكرم الدار أيضا، لأنه يرى في نصك القدرة على التنافس. وقد رشحها الناشر وهذا حق له، لأن الفوز في القائمة الطويلة أو القصيرة أو بالجائزة يسهم في توزيع الكتاب بشكل جيد. على الرغم من ترددي الداخلي العميق وهذا يخصّني شخصيا، ودخلت الرواية الترشيح في آخر لحظة، كما أعلمني الناشر، وهو صديق عزيز قبل أن يكون ناشر الرواية.
خامسا: أفهم أن الصحفي من إصراره، كان يريد رأيا يسير في مسار صب كل الغضب على البوكر، ولكني لست من هذه الطينة، لأني مازلت أؤمن أن الجائزة ليست إلا لحظة عرضية، والأبقى في النهاية هي الكتابة، ومن يتابعني يعرف بدقة أن هذا هو رأيي ولم يتغير أبدا. حتى يوم فزت بجائزة الشيخ زايد، وجائزة قطر العالمية للرواية، وجائزة الإبداع العربي هذه السنة، قلت الكلام نفسه. أما أن أترشح أو لا أترشح مستقبلا للبوكر كما سألني الصحفي، قلت له ضاحكا: هي مسألة تخص ناشري من حيث المبدأ. ثم أحتاج لأن يكون لدي أولا نصّ جديد. وأنا الآن بصدد كتابة سيرة ذاتية، وهي حتما لا تدخل في أية دائرة سباقية. أنا لم أقل سأستخدم سلطتي لمنع الناشر من ترشيحي، فهذا غريب لأنه ليس من اختصاصي أصلا؟
سادسا: ثم هذه الجملة الغريبة: عندما فاز الكاتب العراقي عتيق رحيمي... التي وردت على لساني؟ متى كان عتيق رحمي عراقيا وهو كاتب أفغاني معروف، وفوق هذا صديق قريب إلى القلب. قلت في هذا السياق يوم فاز رحمي وهو الأفغاني، بجائزة الغونكور، لم أسمع كبار الكتاب الفرنسيين أو الفرانكفونيين، يحتجون على أنهم لم يفوزوا بالغونكور وظلوا كبارا.
ماذا نقول عن كونديرا الكبير الذي رشح العديد من المرات للغونكور وظل كبيرا وإن لم يفز بها؟ وماذا نقول عن جيمس جويس ومارسيل بروست وكزانتزاكي الذين رشحوا لنوبل ولم يفوزوا بها؟ هل أنقص ذلك من قيمتهم ككتاب كبار؟
كل الخير والسلام للجميع.
أولا: من الوفاء الإعلامي ذكر أن المحاورة هي عبارة عن مكالمة هاتفية بيني وبين المحاور من باريس، حيث أتواجد. هذا مهم لأنه يفترض أن المسألة تتعلق برأي سريع واستجابة لرغبة جاءت من الصحفي، أشكره أنه فكر فيّ. وقبلت المحاورة خجلا وحياء بالتليفون، لأن احتمالات التشويه كثيرة، إما عن سماع غير واضح أو عن نية ليست طيبة دائما.
ثانيا: وردت سلسلة من الأخطاء في المقالة لا يمكنها أن تصدر مني مثلا: هناك 7 أعمال جزائرية لم تمر إلى القائمة القصيرة التي شملت ستة أعمال؟ الكلام للصحفي على لساني؟ ما هذا الكلام الغريب؟ الأمر يتعلق طبعا بالأعمال الجزائرية المشاركة في البوكر في هذه الدورة، وهو أمر إيجابي، ولكن لم تمر إلى القائمة الطويلة إلا رواية واحدة: “رماد الشرق”. وهو أمر متعلق بلجنة تحكيم لها ضوابطها.
ثالثا: قلت بالحرف الواحد إن وجود محكمين من بلد معين ومرور أعمال إلى القائمة الطويلة والقصيرة لا يضر أبدا، المهم أن تكون اللجنة موضوعية فقط. ما أثير حول مرور أربعة نصوص من المغرب والعراق، قيل حوله الكثير، لكن لجنة التحكيم سيدة وتقف أمام ضميرها، وهي مقترحة لأداء هذه الوظيفة. كنت في لجان تحكيم عالية القيمة منها جائزة الشيخ زايد، وجائزة السلطان قابوس وجائزة الدولة في الكويت، وجائزة دبي وأعرف ثقل المسؤولية.
رابعا: حول الترشيح. الكلام الوارد على لساني غير دقيق وغير واضح. قلت إنه يجب أن نخرج من المحاكمات، الناشر هو من يرشح وليس للكاتب حق الترشح الحر كما في بعض الجوائز حتى ولو أراد. معناه أن يرشحك ناشر فهو يكرمك ويكرم الدار أيضا، لأنه يرى في نصك القدرة على التنافس. وقد رشحها الناشر وهذا حق له، لأن الفوز في القائمة الطويلة أو القصيرة أو بالجائزة يسهم في توزيع الكتاب بشكل جيد. على الرغم من ترددي الداخلي العميق وهذا يخصّني شخصيا، ودخلت الرواية الترشيح في آخر لحظة، كما أعلمني الناشر، وهو صديق عزيز قبل أن يكون ناشر الرواية.
خامسا: أفهم أن الصحفي من إصراره، كان يريد رأيا يسير في مسار صب كل الغضب على البوكر، ولكني لست من هذه الطينة، لأني مازلت أؤمن أن الجائزة ليست إلا لحظة عرضية، والأبقى في النهاية هي الكتابة، ومن يتابعني يعرف بدقة أن هذا هو رأيي ولم يتغير أبدا. حتى يوم فزت بجائزة الشيخ زايد، وجائزة قطر العالمية للرواية، وجائزة الإبداع العربي هذه السنة، قلت الكلام نفسه. أما أن أترشح أو لا أترشح مستقبلا للبوكر كما سألني الصحفي، قلت له ضاحكا: هي مسألة تخص ناشري من حيث المبدأ. ثم أحتاج لأن يكون لدي أولا نصّ جديد. وأنا الآن بصدد كتابة سيرة ذاتية، وهي حتما لا تدخل في أية دائرة سباقية. أنا لم أقل سأستخدم سلطتي لمنع الناشر من ترشيحي، فهذا غريب لأنه ليس من اختصاصي أصلا؟
سادسا: ثم هذه الجملة الغريبة: عندما فاز الكاتب العراقي عتيق رحيمي... التي وردت على لساني؟ متى كان عتيق رحمي عراقيا وهو كاتب أفغاني معروف، وفوق هذا صديق قريب إلى القلب. قلت في هذا السياق يوم فاز رحمي وهو الأفغاني، بجائزة الغونكور، لم أسمع كبار الكتاب الفرنسيين أو الفرانكفونيين، يحتجون على أنهم لم يفوزوا بالغونكور وظلوا كبارا.
ماذا نقول عن كونديرا الكبير الذي رشح العديد من المرات للغونكور وظل كبيرا وإن لم يفز بها؟ وماذا نقول عن جيمس جويس ومارسيل بروست وكزانتزاكي الذين رشحوا لنوبل ولم يفوزوا بها؟ هل أنقص ذلك من قيمتهم ككتاب كبار؟
كل الخير والسلام للجميع.
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق