أثنى «د. منصور بن محمد السميح» -أمين عام جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره- على الدعم الذي تلقاه جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين يولي عناية خاصة واهتماماً كبيراً بتعليم القرآن الكريم وطباعته ونشره، إلى جانب اهتمامه –أيده الله- بهذه المسابقة المباركة التي تقام برعاية كريمة من لدنه -وفقه الله تعالى-، وكذلك حفل تكريم الفائزين الذي يقام في رحاب المسجد الحرام، لافتاً إلى أن المسابقة تحظى بنصيب كبير من الدعم والمتابعة والتشجيع من القيادة الحكيمة وولاة الأمر وفقهم الله تعالى.
وبيّن «د. السميح» أن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز واسعة في أبواب الخير، وعطاءاتهم ممتدة، ومساعيهم آفاق مشرعة في البذل والمعروف، مضيفاً أن هذه المسابقة الجبارة تعد نبتاً مباركاً وغرساً مثمراً وعطاء طيباً من أعمالهم الموفقة في مجال خدمة القرآن الكريم، مشيراً إلى أن هذا الدعم ليس غريباً عليهم، إذ أن ذلك يعد سنة حسنة سنَّها والدهم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن –طيب الله ثراه-، وسار على نهجه من بعده أبناؤه البرره.
وقال في حوار ل «الرياض» إن هذه المسابقة لم تصل للعالمية لولا توفيق الله –سبحانه وتعالى- أولاً، ثم ما تحقق لها من مؤازرة ومساندة وتشجيع من ولاة الأمر وفقهم الله وسدد خطاهم، موضحاً أن اهتمام هذه البلاد المباركة بإقامة المسابقات القرآنية، ومثلها في مجال السنة النبوية ليس بدعاً من الأمر، بل إن ذلك نهج محمود وسير مبارك، كما أنه تأكيد على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله تعالى وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع شؤونها وفي تعاملاتها ونهجها، وفيما يلي نص الحوار:
د. منصور السميح
تاريخ المسابقة
*كيف بدأت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره؟
انطلقت فعاليات هذه المسابقة في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة، ومضى عليها أكثر من (35) عاماً من التنافس على خير الكلام وخير الثواب، واجتمع فيها أفضل حفظة كتاب الله تعالى من جميع أنحاء العالم الإسلامي ومن الجمعيات والمراكز الإسلامية في الدول غير الإسلامية من أجل التنافس للفوز بأفضل وأقدم جائزة في العالم في مجالها، وقد أقيمت دورتها الأولى عام (1399ه)، وتبلغ من العمر الآن (35) عاماً من العطاء والتنافس العالمي على حفظ كتاب الله تعالى، كما بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من (5500) مشارك يمثلون دول العالم الإسلامي، والمراكز والجمعيات في الدول غير الإسلامية.
فكرة تنظيم المسابقة
*كيف تم تبني فكرة تنظيم هذه المسابقة؟
- هذه المسابقة تحمل اسم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي أسس هذه البلاد المباركة على الكتاب والسنة، وجعل القرآن الكريم مصدر تشريعها، والمرجع في حكمها، والفيصل في تحاكمها، وجاء أبناؤه البررة من بعده فساروا على هذا النهج المبارك والطريق القويم، وحين تبنت المملكة العربية السعودية فكرة تنظيم هذه المسابقة عام (1397ه) في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- جاء التوجيه الكريم أن يكون اسمها "مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره" استشعاراً للدور الكبير والأثر العظيم الذي تركه المؤسس حينما رسم خطة سليمة وبنى صرحاً شامخاً وأساساً متيناً قوامه القرآن الكريم وسنة خير المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
أهداف المسابقة
*ما هو الهدف من تنظيم هذه المسابقة؟
- تهدف المسابقة إلى تشجيع أبناء المسلمين للإقبال على كتاب الله تعالى حفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً، إلى جانب إذكاء روح المنافسة الطيبة بينهم في هذا الشأن، وكذلك المشاركة في ربط الأمة بالقرآن الكريم، إضافة إلى إبراز شيء من جهود المملكة في جانب العناية بكتاب الله الكريم.
أسس المسابقة
*ما هي الأسس التي ترتكز عليها هذه المسابقة؟، وما هي المخرجات المتوقعة من هذه المسابقة؟
- ترتكز هذه المسابقة على أسس جليلة وعظيمة ومنها تربية الناشئة على كتاب الله الكريم، وربط الأمة بالقرآن العظيم، والمشاركون في المسابقة يطلعون على شيء من جهود المملكة في العناية بكلام الله تعالى تعليماً ونشراً وطباعة، ويتعرفون على بعض الجهات التعليمية كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومعهد الحرم المكي الشريف وآلية القبول فيهما، ولا شك أن مخرجات المسابقة جديرة بتولي مهام تدريس القرآن الكريم في العالم كافة، والقيام بأعمال الدعوة الإسلامية من إقامة الشعائر والخطابة والإمامة وفتح حلقات تحفيظ القرآن الكريم في أصقاع العالم وكافة الأعمال الدعوية، كما إن تنظيم دورة مهارات التحكيم في المسابقات القرآنية تؤدي دوراً مهماً في جانب التشريع الصحيح للمسابقات القرآنية وإنشائها على الضوابط الصحيحة والقواعد السليمة، ويبقى أن كل مشارك في المسابقة وكل متدرب في الدورة هم دعاة إلى الخير وبناة في مجتمعاتهم ولبنات صالحة في أوطانهم.
فروع المسابقة
* ماذا عن فروع المسابقة وجوائزها؟
- تتكون المسابقة من خمسة فروع، ولها جوائز مالية قيمة تبلغ قيمتها مليوني ريال سعودي، إلى جانب الهدايا العينية.
إقبال المشاركين
* ما مدى إقبال المشاركين على المشاركة في هذه المسابقة؟
- مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، إذ أنها أول مسابقة تُعنى بجانب حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التلاوة والتجويد والتفسير، وكان لها قصب السبق في هذا الباب، وأكثر المسابقات الدولية التي جاءت بعد ذلك أفادت من نظام الجائزة ولوائحها، وتحظى المسابقة بإقبال منقطع النظير وتنافس كبير وتطلع واسع من أبناء المسلمين في العالم كله، بما في ذلك الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية؛ وذلك لما اختصت به هذه المسابقة عن
مثيلاتها، فلها قدسية المكان الذي تقام فيه، وما يتزامن معه من أداء العمرة وزيارة البقاع المقدسة، وهذه الشعائر يتمناها كل مسلم على وجه الأرض، كما أن جوائزها القيمة ونظامها الرصين، جعلتها محط أنظار المتابعين.
جاليات مسلمة
* ما مدى إقبال المشاركين في المسابقة من أبناء الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية؟
- لم يكن تباين اللغات سبباً لضعف المشاركة أو قلة الإقبال، والله -سبحانه وتعالى- يقول:"ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، وما زلنا في كل عام نستقبل المرشحين من المراكز والجمعيات الإسلامية في شتى دول العالم، في ظل رغبة جادة وإقبال وثاب نحو حفظ كلام الله تعالى، وتحظى المسابقة بإقبال كبير من أبناء هذه الدول، ولخصوصية تلك الجاليات المسلمة في تلك الدول فقد خُصص الفرع الخامس من المسابقة لمرشحي الجمعيات في الدول غير الإسلامية.
برامج مصاحبة
*ما هي أهم البرامج المصاحبة لهذه المسابقة؟
- تعمل الأمانة العامة للمسابقة على تنظيم جدول أعمال المسابقة بالكامل، بما في ذلك إعداد برنامج ثقافي واجتماعي للمشاركين في المسابقة، ومن أهم البرامج المصاحبة أداء العمرة والتعرف على المشاعر المقدسة وجولات الاستطلاع على مصنع كسوة الكعبة ولقاءات العلماء وأئمة الحرمين، إلى جانب زيارة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ولقاء المسؤولين في الجامعة الإسلامية، وكذلك زيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إضافة إلى البرامج البينية التي تقام في فندق الضيافة، كما تنظم الأمانة ضمن فعاليات المسابقة دورة تدريبية على مهارات التحكيم في المسابقات القرآنية، ويشرف على كل هذه الفعاليات والأنشطة فريق عمل متكامل يعكس الصورة الحسنة والإعداد الجيد الذي توليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للمسابقة بإشراف ومتابعة من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ.
مصروفات المسابقة
*ما هي الخدمات التي يتم تقديمها للمشاركين في المسابقة؟
- تتكفل وزارة الشؤون الإسلامية بكامل النفقات لجميع المشاركين من متسابقين وحكام ومتدربين ومدربين والضيوف، ويشمل ذلك تذاكر السفر والاستقبال والسكن والإعاشة والتنقلات وجميع احتياجاتهم، إلى جانب تزويدهم بجهاز جوال مع شريحة مسبقة الدفع للتواصل مع ذويهم، وكذلك تقديم العديد من الهدايا العينية، ويتم في كل عام صرف (10) ملايين ريال على جميع النفقات المتعلقة بالمسابقة من سكن وتذاكر وجوائز وهدايا للمتسابقين، وبلغ مجموع ما صرف خلال (35) عاماً حوالي (170) مليون ريال، كما أن المتسابقين يحصلون على مزايا أخرى، ومنها حصولهم على منح دراسية على نفقة الدولة للدراسة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمن تنطبق عليه الشروط، ويتم في كل عام قبول حوالي (20) متسابقاً للدراسة في الجامعة، ولازال هناك مساع ليشمل المتفوقين منهم والفائزين فرصة الحج بإذن الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق