برنامجان أطلقهما مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث من دون مقاصد ربحية
المؤتمر الصحافي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الذي أعلن خلاله عن مبادرتي حفظ الموروث الإماراتي
دبي - صادق الحلواجي
أطلق مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مبادرتين ثقافيتين، الأولى
مسابقة جماهيرية كبرى للشعر النبطي بعنوان «البيت»، يصل مجموع جوائزها إلى
نحو ثلاثة ملايين درهم إماراتي، وتُسقط بدورها برامج الشعر التجارية التي
تعتمد على التصويت والرسائل النصية. فيما تتمثل المبادرة الثانية في تشغيل
إذاعة خاصة تعنى بنشر الموروث الإماراتي بأصالة وحداثة، هي إذاعة «الأولى».
وأعلن
مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث خلال مؤتمر صحافي عقده في الأول من شهر
فبراير/ شباط 2014 الجاري، بفندق أرماني بدبي في برج خليفة، عن المبادرتين،
بالتزامن ذكرى تولي سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم
ولاية العهد في إمارة دبي.
وتمثلت فكرة برنامج «البيت»، الذي سيبث
على قناة «سما دبي» التلفزيونية، في أن تتكفل إدارة البرنامج بنشر شطر أول
لبيت شعري، أو ما يسمى الصدر، على أن يقوم الجمهور باستكمال الشطر الثاني
من البيت، أو ما يسمى بالعجز، بفكرة وصورة حديثة ومميزة، وستتكفل اللجنة
القائمة على البرنامج باختيار صاحب الشطر الأفضل في كل حلقة أسبوعياً،
ليحصل على جائزة نقدية قدرها 100 ألف درهم، ويتأهل لجائزة البرنامج الكبرى
وقدرها مليون درهم، فيما ستمنح جائزة أخرى بقيمة 50 ألف درهم في كل حلقة
لصاحب المشاركة الأفضل من وجهة نظر الجمهور.
وأما بالنسبة لإذاعة
«الأولى»، فإن المركز يتطلع لتكون الصوت الموثوق والمعتمد الأول لحفظ ونشر
التراث، إلى تعزيز الهوية الوطنية لدى المجتمع من خلال نشر تراث الدولة
بأصالة وحداثة وعبر كوادر وطنية متخصصة. وستبث على تردد 107.4 على شبكة
الإذاعة العربية.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء
التراث عبدالله حمدان بن دلموك، إن «برنامج (البيت) لا يضع الجانب الإعلاني
والعائد الذي يأتي من ورائه في عين الاعتبار، والهدف الأول يكمن في
المردود الذي سيعود على المجتمع من إثرائه الثقافي والحضاري، وهو يدعم
الشاعر المبدع ولا يوجد فيه (كارت فزعة) أو الاستعانة بصديق، بل يعتمد على
الشاعر وتفكيره وقلمه، لينقله عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي
(تويتر)».
تفاصيل برنامج «البيت»
وفي تفاصيل أكثر، سيُعنى
برنامج «البيت» بصورة حصرية بالشعر النبطي، كأحد أهم المشروعات الثقافية
ضمن قائمة إنجازات المركز، حيث يهدف البرنامج إلى ترسيخ معاني هذا الصنف
الأدبي الفريد التي وثق من خلاله أهل الخليج أمجادهم وبطولاتهم ومآثرهم
وأفراحهم، وذلك بجذب المواهب الشعرية من الشباب الخليجي والعربي بأسلوب
عصري يلائم نمط حياتهم.
ومن أجل استقطاب فئة الشباب، والمشاركة
الجماهيرية على نطاقها الأوسع، سيتيح البرنامج للمشاهدين فرصة المشاركة
والتفاعل عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كوسيلة وحيدة للمشاركة،
وكذلك فرصة التنافس للظفر بجائزة البرنامج التي تصل إلى 100 ألف درهم، حيث
تقوم فكرة المسابقة ضمن برنامج «البيت» على طرح شطر من الشعر النبطي في
بداية الحلقة يحمل معناه قدراً من الغموض، ويُطلب من جمهور المشاهدين
التفاعل مع هذا البيت عبر موقع «تويتر» بشطر آخر من خلال «تغريدة» لا يزيد
عدد حروفها عن 140 حرفاً يحاولون فيها توضيح غموض الشطر المطروح من جانب
البرنامج.
وأوضح القائمون على المركز أن اعتماد موقع التواصل «تويتر»
كوسيلة وحيدة لمشاركة الجمهور سيساهم في تعزيز مصداقية عملية اختيار
الشاعر الفائز، حيث لن يكون هناك تصويت من قبل المشاهدين ولن يكون هناك
احتساب لأعداد المصوتين لصالح هذا الشاعر أو ذاك، بل سيكون الفيصل الوحيد
في الاختيار هو بلاغة الشاعر وتمكّنه من أدوات التعبير عن المعنى الذي يريد
توصيله في كلمات بسيطة توضح المعنى المقصود في الشطر الذي تم طرحه في
بداية البرنامج.
ويعتبر «البيت» برنامجاً أسبوعياً يبث على الهواء
مباشرة على قناة سما دبي من الساعة التاسعة وحتى العاشرة والنصف من مساء كل
يوم إثنين، حيث يهدف إلى المساهمة في جذب المواهب الشعرية من الشباب
الخليجي والعربي بشكل عصري يلائم أسلوب حياتهم وذلك من خلال اعتماد
البرنامج على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي كوسيلة وحيدة للمشاركة، الأمر
الذي يعزز دعم ومصداقية اختيار الشاعر الفائز دون التطرق لحجم التصويت
الذي قد يحصل عليه المشارك من جمهوره أو قبيلته، وبالتالي يتم ضمان بأن
الفائز يكون قد تميز في بلاغته في الشعر وليس بتصويت من الجمهور. مع العلم
بأن اللجنة لا تستطيع معرفة صاحب البيت أثناء التحكيم، حيث قام فريق العمل
بإنشاء برنامج على الحاسوب يقوم بحجب اسم المشارك عن اللجنة.
وعن
لجنة التحكيم، فهي تضم أربعة من عمالقة الشعر النبطي في دولة الإمارات
ومنطقة الخليج، وهم نايف الرشيدي من دولة الكويت، والشاعر مدغم بوشيبه من
المملكة العربية السعودية، والشاعر زايد بن كروز من دولة قطر، والشاعر محمد
المر بالعبد المهيري من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعد
البرنامج الشاعر سعد بن علوش من دولة الكويت، ومدير إدارة الاتصال المؤسسي
والإعلام في مكتب سمو ولي العهد ماجد عبدالرحمن البستكي، في حين يتولى
الإعلامي بركات الوقيان تقديم البرنامج الأساسي بمساعدة مقدم ومقدمة في
غرفة لجنة الفرز، والتي تضم أربعة من عمالقة الشعر النبطي في الإمارات
والخليج العربي: الشاعر معيض العتيبي (السعودية)، والشاعر ناصر الهاجري
(قطر)، والشاعرين هادي المنصوري وجمال الشقصي (الإمارات). ويخرجه المخرج
أحمد الدوغجي، الذي يعمل مستشاراً إعلامياً لمركز حمدان بن محمد لإحياء
التراث.
وفيما يتعلق بآلية العمل والترشح، سيتم قبل بداية كل حلقة من
برنامج «البيت» إطلاق شطر بيت من الشعر (صدر) عند الساعة الخامسة مساء يوم
الحلقة، ليبدأ حينها المشاهدون بإرسال تكملة البيت (عجز) تستمر لمدة ساعة
واحدة، وذلك من خلال تغريدات على تويتر البرنامج (el_beit@) والوسم
(البيت). وستمر التغريدات على لجنة الوزن ولجنة الجودة لتقييمها قبيل
إرسالها إلى لجنة التحكيم دون أن يتضح اسم المشارك.
وبعد انتهاء
عملية الاختيار سينتقل المقدم واللجنة إلى منصة التقييم للمشاورة لمدة عشر
دقائق لاختيار أربعة شطور ذهبية. وفي الوقت نفسه سيتم فتح باب التصويت
للجمهور عبر الرسائل النصية القصيرة SMS لترشيح بيت الجمهور.
وبعد
الانتهاء ستقوم اللجنة بالاتصال بشاعر لاختيار البيت الفائز. وإما يكون
الشاعر هو نفسه الذي أطلق شطر المسابقة أو شاعر آخر معروف ليختار البيت
الفائز، وهنا ستعلن هوية المتسابق وسيتم الاتصال به لتتويجه فائزاً للحلقة
بمبلغ 100 ألف درهم كما سيتأهل للحلقة الأخيرة.
أما شطر البيت الذي
سيتم ترشيحه من قبل الجمهور والذي سيحصل على أكثر نسبة تصويت سيفوز صاحبه
بمبلغ 50 ألف درهم أيضاً، وجائزة الجمهور ستختار بالقرعة عبر الحاسوب، وهي
50 ألف درهم موزعة على خمسة أشخاص (10 آلاف درهم لكل فائز في القرعة).
وسيتأهل
الفائز الذي تم اختياره من قبل لجنة التحكيم في الدورة البرامجية الواحدة
(12 حلقة) إلى الحلقة رقم (13)، وهي الحلقة الختامية لبرنامج البيت، حيث
سيتم استضافة الشعراء الفائزين والمتأهلين للحلقة الختامية ليتنافس من
خلالها الشعراء على الجائزة الكبرى وقدرها مليون درهم، ويلقب الشاعر الفائز
بـ «شاعر المرحلة». وفي هذا، قال مدير إدارة الاتصال والإعلام في مكتب سمو
وليّ عهد دبي ماجد عبدالرحمن البستكي: «يأتي إطلاق برنامج (البيت) الرامي
إلى حفظ وتعزيز ونشر التراث الإماراتي الأصيل عبر الأجيال في وقت مهم
للغاية خاصة في ظل التحديات غير المسبوقة والتي تتمثل بالانفتاح على
الثقافات الأخرى والتطور التقني الهائل في وسائل الاتصال، والتي تتطلب منها
جميعاً العمل على صون الإرث الثقافي والحضاري والتراثي الوطني من خلال
إيلائه قدراً أكبر من الأهمية». وأضاف اللبستكي «حرصنا مع مركز حمدان بن
محمد لإحياء التراث في إنتاج برنامج (البيت) على الارتقاء بالصورة العالية
والمضمون الذي سيقدم للجمهور الخليجي والعربي، وكان من أولياتنا اختيار
لجنة تحكيم مختصة تضم أعلام في مجال الشعر النبطي، بهدف تعزيز القيمة
الثقافية للبرنامج في تقديم المعلومة للمشاركين والمشاهدين».
إذاعة «الأولى»
وبالنسبة
لإذاعة «الأولى»، وكما تم الإعلان عنه خلال المؤتمر الصحافي، فإنها ستبث
على التردد 107.4، وتتمثل رسالة هذه الإذاعة التي تتطلع لتكون الصوت
الموثوق والمعتمد الأول لحفظ ونشر التراث إلى تعزيز الهوية الوطنية لدى
المجتمع من خلال نشر تراث الدولة بأصالة وحداثة وعبر كوادر وطنية متخصصة.
وأفاد
القائمون على المركز «تطمح الإذاعة إلى تحقيق هذه الرؤية والرسالة من خلال
الأهداف والأولويات الاستراتيجية التي وضعتها لذلك، والتي تتمثل بتوثيق
ونشر التراث الوطني عبر برنامج قيمة وهادفة، وترسيخ الثقافة التراثية في
المجتمع وتعزيز الوعي بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة ونقلها
عبر الأجيال، فضلاً عن تعزيز تفاعل المجتمع مع تراثه الوطني وتعميق دوره
في حفظ وصون الهوية الوطنية».
وحرصاً منها على إيصال الرسائل إلى
كافة شرائح المجتمع، تتمتع الإذاعة بطابع ثقافي وتراثي خاص يدمج ما بين
الجوانب المعرفية والترفيهية والتوعوية والتربوية في دورة برامجية متنوعة
ترتقي بمستوى فهم الموروث الشعبي في المجتمع، بالإضافة إلى إعطاء نبذة عن
ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج لاحقاً.
وستسخر
«الأولى» كل برامجها لترسيخ مفهوم الهوية الوطنية في نفوس أفراد المجتمع
بكافة أطيافه في خطاب مباشر يستهدف المجتمع الإماراتي أطفالاً وشباباً
وكباراً رجالاً ونساءً، بالإضافة إلى الشرائح المجتمعية في الدولة، حيث
ستعمل الإذاعة على بث جزء من برامجها باللغة الإنجليزية لنشر ثقافة
اجتماعية تواكب روح العصر بالاعتماد على إبراز الموروث الشعبي للدولة.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4187 - الأحد 23 فبراير 2014م الموافق 23 ربيع الثاني 1435هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق