الثلاثاء، 25 فبراير 2014

من سيفوز بالبوكر؟

شيماء فؤاد
فضل : ” الفيل الأزرق ” و “طشارى ” و ” لا سكاكين “أفضل الأعمال
شعبان : الروايات المرشحة ليست الأفضل و لا تعبر عن الواقع الروائى
شعبان : رواية أحمد مراد لا تمثل ” الروايات المصرية “
مع إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية ، تجدد الجدل على الساحة الثقافية الذى يصحب إعلان ترشيحات أو فوز أى عمل أدبى ، و التساؤلات الخاصة بمدى أحقيته و استحقاقه للجائزة ، و هل هو حقا الأفضل على الساحة العربية ؟
و فى حديث ” محيط ” مع الناقد الكبير د. صلاح فضل قال أنه أطلع على ثلاثة من الأعمال المرشحة فى القائمة القصيرة و هم ” الفيل الأزرق ” لأحمد مراد ، و ” لا سكاكين فى مطابخ هذة المدينة ” للسورى خالد خليفة ، و ” طشارى ” للأديبة العراقية إنعام كجه جى .
                                                           صلاح فضل
و شبه فضل ” الفيل الأزرق ” برائعة دان براون الشهيرة ” شيفرة دافينشي ” لانطلاقها من حادثة قتل ، و احتوائها على رموز و طقوس سحرية و أجهزة تنصت ، و لكنها تندمج في سياق ملائم للحياة المصرية وما تزخر به من معتقدات أسطورية ومشكلات مجتمعية، غير أنّ عصب الروايتين  وأحداثهما مختلفين تماما .
ويتابع فضل بالرغم من أن الرواية تنطلق من جريمة قتل و لكنها لم تكن رواية بوليسية، بل رواية نفسية بامتياز ، و بالرغم من أنها فى النهاية دخلت فى أعمال السحر و الجان ، ضاربة بعرض الحائط الثقافة العلمية ، ليفضل عليها الكاتب الحلول الشعبية جذبا لاهتمام الجمهور ، ولكن تظل الرواية نموذجاً لظاهرة لافتة في السرد العربي.
كما يمثل صاحبها الكاتب الشاب أحمد مراد ظاهرة إبداعية لم تسبقها سوى ظاهرة علاء الأسواني في الانتشار والمقروئية والقبول.
و قال عن رواية ” لا سكاكين فى مطابخ هذة المدينة ” أنها رواية مثقلة بتركة اليأس المصيري والإحباط الوجودي، يصور فيها المبدع السوري خالد خليفة مأساة مدينة حلب ، والتي تحولت خلال العقود الأخيرة إلى بيئة متردية يبث فيها النظام الرعب، ليتولد عن ذلك ” عصابات التأسلم ” لتهدد المصير السوري بما هو أمر من الديكتاتورية السياسية، من فاشية دينية ظلامية تنقض على أوطاننا لتحول دون تطورها الديمقراطي الحر.
و تابع أن المؤلف استطاع بحرفية عالية أن يضرب بقلمه داخل أغوار النفس السحيقة ، ليظهر ببراعة جمالية تفاصيل تحولات البشر الوجودية ومعاناتهم الإنسانية وتناقض مشاعرهم، بطريقة تصويرية غاية فى الروعة ، لينتج بذلك أحد النماذج البارزة في السرد العربي المعاصر.
و فى رواية ” طشارى” التى تتحدث عن جيل الوسط الذى اغترب فى مطلع شبابه وأنجب فى المهجر، و ما يعانيه من شتات ، لتثبت العراقية أنعام كجه جى ، أن المبدع العراقى الذى تصدر المشهد الشعرى العربى منذ منتصف القرن الماضى ، لم يفقد عبقريته الإبداعية فى الفنون الأخرى ، ومن أبرزها سرديات الشتات المفعمة بالنضج والشعرية .
وقال فضل لمحيط أن من وجهة نظره النقدية أنهم أفضل ثلاثة أعمال رشحت للبوكر ، و قال أن المحكمين بالتأكيد انتقوا الأفضل فى حدود الإمكانات المطروحة ، و إن لم تكن هذة الأعمال الأفضل على الساحة العربية ، و لكنها بالتأكيد من أفضل الأعمال المطروحة .
و تابع فضل أن التقييم يختلف من ناقد لآخر ، لذا يصعب القول أن اختيارات المحكمين لم تكن صحيحة أو أن المعايير التى قامت عليها خاطئة ، مؤكدا أن للجنة احترامها ، خاتما حديثه بأنه لا يستطيع أن يتوقع أى رواية منهم ستكون الفائزة فالاختيار يتوقف على اعتبارات المحكمين .
الجوائز لا تعكس الواقع الثقافى
و من جانبه قال الناقد ” شعبان يوسف ” لمحيط أن الجوائز دائما ليست مقياسا للواقع الثقافى ، و أن الأعمال المرشحة ليست الأفضل و لا تعبر عن الواقع الروائى .
                                                          شعبان يوسف
و ليس معنى صعود أو فوز رواية ” الفيل الأزرق ” لأحمد مراد أنها تمثل الرواية المصرية ، و لكنها تمثل ذوق اللجنة ، فجائزة البوكر دائما مختلفة الأذواق ، و تثير الكثير من المشاكل و الخلافات ، متابعا أن من يمثلون الرواية المصرية معروفون ، و لكن رواية أحمد مراد من أكثر الروايات مبيعا و من ينتقدونها فهذا ليس سوى تعبيرا عن ” النفسنة ” .
و أشار شعبان أن ” إبراهيم عبد المجيد ” كاتب كبير ، و لكن الجوائز ليس لها كبير ، فاللجنة المحكمة قد لا تضع فى اعتبارها أن من ضمن المرشحين كاتب كبير أو صغير ، و أن هناك روايات تلقى احترام نقدى كبير و لكنها لا تفوز فى النهاية ، فاللجان لها أحكامها الخاصة التى تحترم .
و على دور النشر التى تقدم للبوكر أن تحترم ذلك دون صخب أو عراك الذى يلوث الأجواء ، و قال انه فى اعتقاده أن رواية ” منافى الرب ” لأحمد الخمايسى أفضل من الفيل الأزرق ، و لكن لكل ناقد وجهة نظره و لجنة التحكيم غير مقيدة بها ، و ربما ترى اللجنة أن الفيل الأزرق الأكثر رواجا و تعبيرا عن قطاع كبير من القراء .
و تابع شعبان قائلا : أن ما يثار عن رواية مراد الآن قيل من قبل على رواية عمارة يعقوبيان التى حصلت على تقدير عالمى ، و رغم ذلك هناك نقاد لا يعترفون بعلاء الأسوانى ككاتب من الأساس .
و عن المعايير التى أعلنتها اللجنة فى اختيار الأعمال و التى ركزت على الإنسانية و الحرفية و التشويق ، قال شعبان يوسف أن كل لجنة لها معايير خاصة بها و لا عيب فى ذلك ، فهناك من يركز على الثورة أو البناء أو الرواج ، و هذة المعايير تختلف من عام لآخر .
و كما أن لكل ناقد ذوقه و كذلك المحكمين ، فهكذا هم القراء الذين اختلفوا فى المدونات و الجروبات الثقافية و على موقع الكتب الأشهر ” جود ريدز ” حول الروايات المرشحة فمنهم من عبر عن استحسانه للاختيارات و بارك للأدباء الفائزين
و على الجانب الآخر عبر البعض أن اختيارات جائزة البوكر تنحدر ، و أن الفيل الأزرق من أضعف أعمال أحمد مراد ، و رغم روعة فكرة ” فرانكشتاين فى بغداد ” و لكنها افتقدت النسق الأدبى المتميز ، و أن رواية ” طائر أزرق نادر يحلق معى ” شبيهة بقصة فيلم هندى شهير هو ” فير و زارا ” .
الجدير بالذكر أن الروايات المرشحة بقائم البوكر القصيرة هم “الفيل الأزرق” لأحمد مراد المصري الوحيد بالجائزة، و”طشّارى”  للعراقية إنعام كجه جى، “تغريبة العبدى المشهور بولد الحمرية”  عبد الرحيم لحبيبى ، و “لا سكاكين فى مطابخ هذه المدينة” للسورى خالد خليفة، “فرانكشتاين فى بغداد”  للعراقى أحمد سعداوى، “طائر أزرق نادر يحلق معى”  للمغربى يوسف فاضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق