المواطن – خاص
تواصل (المواطن)اهتمامها بالجيد في الساحة الثقافية وهاهي اليوم تطل على القراء ب(مسابقة النقد الادبي) التي أقامها موقع (تقاسيم ) إذ ضمن سعيها لتطوير موقع (تقاسيم) وجعله منبراً حضارياً تلتقي فيه الأقلام المبدعة بمختلف مدارسها وتوجهاتها وطرائقها في الكتابة ، بحيث تتجاور في الموقع النصوص الأدبية وتتفاعل من اجل الارتقاء بالكلمة ، أقامت اللجنة الإدارية مسابقة للنص النقدي ، طارحة أمام النقّاد مجموعة من النصوص الشعرية والقصصية والنثرية ، مما نشر على صفحات هذا الموقع حصراً.ولقراءة النصوص النقدية المقدمة وتقييمها ، تشكلت لجنة ضمت كلّ من :علي السعدي : باحث وأديب – العراق ,نهى اليعقوبي – شاعرة وكاتبة – تونس ,نضال صباح : شاعر وكاتب– فلسطين ,ميلاد رابية : شاعرة – سوريا ,وقد خرجت بالنتائج التالية :
الجائزة الأولى مناصفة :عقيل هاشم – عن نقده لنصّ باني المالكي (لك وحدك ياسيدة الأزهار) ,عبد الله الوبر- عن نقده لقصيدة أديب مجد (غيمة ).الجائزة الثانية: نور العربي عن نقدها لقصة (ميلاد غير منتظر ) لنهى اليعقوبي,تنويه خاص من خارج المسابقة :عقيل هاشم – عن نقده لنصّ خالد التميمي (طلاسم أنوثتها ) .
الحيثيات : لقد وجدت اللجنة إن نقدي كل من الأستاذين عقيل هاشم وعبد الله الوبر ،قطعا شوطاً أصيلاً في مضمارين مختلفين ،فوصلا في الوقت عينه ، رغم ا ن أيا منهما لم ينافس الآخر،إذ تناول عبد الله الوبر قصيدة(غيمة ) باعتباره شاعراً تفاعل مع القصيدة مندمجاً في مفرداتها ومستلهما حالتها وتحولاتها ، فرافقها محلّقة كي يرى ويسمع ماتريد قوله ،أو يستوحي ماأشارت إليه ،بحساسية مرهفة ،ليأتي التناغم منسجماً بين فعل النقد ولغة القصيدة بكل ما تمتليء به من خزين مشهدي تارة ، ومتخيل في الغالب .أما النصّ النقدي ، لعقيل هاشم، فقد تعامل مع نصّ شعري مشاكس ،ومتعب معا ، متفلت من القيود يصعب ترويضه ، لذا وجد الناقد نفسه في مايشبه التحدي ،ومن ثم لجأ إلى الإمساك بغارب بالنص ، لا ليمنعه من الانطلاق ،بل ليضع لإشاراته وتدفق صوره،ماهو في المتناول .لقد وضع له جسدا رشيقا مرنا ،يمارس لعبة العشق بمهارة (مايسترو) ليجعل من (لك وحدك ياسيدة الأزهار) بمثابة اوركسترا تعزف سيمفونية تشكلت حديثا.أمام تلك الحيثيات ، ولأن كلا النقدين برع فيما جاء به ، لذا وجدت اللجنة أن يفوزا معاً ،فكل منهما يستحق الجائزة الأولى .
النصوص النقدية وقراءتها من قبل اللجنة :
(غيمة ) لأديب مجد .. فلسطين
غيمةٌ أنتِ بصحراءٍ وأرضٍ قاحلةْ
جَلَبْتْ معها أريجَ البرتقالْ
وأريجَ النرجسِ البريّ من تلك الجبالْ
أمطرتْ فوق عظامي الناحلةْ
وأنا أغمضتُ في البَرقِ عيوني
خائفاً من عامرٍ أن يرجُموني
عندما يفشو لهم امرُ جنوني
عندها، ادركتُ أن البُعدَ طالْ
قد نسينا كيفَ طعمُ البرتقالْ
وأريجَ النرجسِ البريّ في تلك الجبال
فدفنتُ دمع عيني في الرمالْ
ثم تمتَمْتُ بأنّ الغيمَ حتما راحلة
الناقد - عبد الله الوبر – ليبيا
1 - مــــــستوى الأصوات
استطاع الشاعر أن يوظف التناغمات الصوتية في قصيدته بشكل جميل .. مع كون النص ينتمي للشعر الحديث إلاّ أنه أجاد في توظيف القافية المنتجة أساساً في حديقة الشعر العمودي .. مثل اللّام الممتدة بالألف ( طالْ , البرتقالْ , الجبال , الرمالْ ). كذا حروف الجيم مع النون والياء مثل (يرجُموني , جنوني ) وهناك حروفٌ زادت من بهاء النص وعذوبته مثل حروف الراء والتاء والجيم في: جَلَبْتْ، أريجَ، تمتَمْتُ، النرجسِ ...... فقد أتى النفّس الشعري عذباً يتلاءم مع التراكيب الموحية بالجمال في محيط التعبير عن الأسى والحزن .. لذا فقد جمع الشاعر بين التراكيب العذبة التي تعرض الحزن بالمعنى البديع ..
2- المعجم الأدبي الشعري
استطاع الشاعر توظيف التقاطبات الدلالية لإيصال المعنى المعبر في أجواء فريدة فقد أستخدم ثلاثة أنماط من التعبيرات 1- الانفتاح , 2- الانغلاق ، 3- الأمل ... ففي الانفتاح على السماء (جَلَبْتْ معها أريجَ البرتقالْ) وعلى الأرض (وأريجَ النرجسِ البريّ من تلك الجبالْ) ..... ثم لما استيأس انغلق على ذاته في عينيه (وأنا أغمضتُ في البَرقِ عيوني) وتحت الأرض (فدفنتُ دمع عيني في الرمالْ) ليصل إلى رسالة الفضاء الذي لا ينتهي وهو الأمل في قوله (ثم تمتَمْتُ بأنّ الغيمَ حتما راحلة)
3- السياق والتراكيب
وظف الشاعر التكرارات ليُظهر التعبيرات الموحية في نفسه وهو ما ينعكس على نفس القارئ مثل (وأريجَ النرجسِ البريّ). وكذا احتواء النص على العديد من الصور البلاغية الموحية من مثل الكناية في (خائفاً من عامرٍ أن يرجُموني) و (ثم تمتَمْتُ بأنّ الغيمَ حتما راحلة) والاستعارة في قوله (فدفنتُ دمع عيني في الرمالْ) وهناك الأالوان البديعية من مثل (الرمالْ , الجبال) و (قاحلةْ , الناحلةْ....
التقييم :قراءة في النقد الذي قدمه الشاعر عبد الله الوبر
لقصيدة (غيمة )للشاعر أديب مجد
-إستطاع الناقد هنا ان يلتقط بدقة متناهية ، الاشارات المتناثرة كالوشم في جسد القصيدة البضّ ،و في ايحاءاتها ودلالاتها على السواء ،رغم ان تلك الدلالات بكثافة ايرادها ،قد تحتاج الى مرجعية تراثية تربطها فيما اورده الشاعر (خائفاً من عامرٍ أن يرجُموني)هنا يتقمص صورة ابن الملوح وهو يداني مضارب ليلى ،وفي الآن ذاته ،يحيلها الى موروث آخر (من منكم بلا خطيئة –فليرجمها بحجر) فعل الرجم هو الادانة المقدسة في مجتمع فقد القداسة منذ ان تحول العشق فيه الى إدانة تستحق الرجم ،في الوقت الذي تُبارك فيه الجريمة ويثاب مرتكبها ،ذلك معنى متشابك ومتداخل يطرح اشكالية بصورة مرعبة ، يستنكرها ويدينها ،فالخوف هنا فعل احتجاج ،لعاشق لم يأتِ بذنب سوى سعيه الى من يحبّ ،لعله يحظى بمجرد نظرة ولو من بعيد ،لكن الشاعر لايغوص في الابهام ولايغريه الدفع نحو المجاهل ، بل يفتح الجملة على مصراعيها ليتدفق الايحاء بلا نهاية مستحضراً كل الموروث القبلي المقدس،المدين والمدان معاً .
ولكي لايتوه الناقد في تجواله على مساحات القصيدة الشاسعة ،فإنه وضع وبدراية مسبقة ،محطّات توقف على خارطة تسهل عليه طرق الوصول ،فأفرز مااستخرجه من مكنونات القصيدة ،الى (تجميعات )ثلاثة نظر اليها كل على حدة من دون ان يفقهد ذلك النظرة الشمولية لكيانية القصيدة التي حضرت على شكل لوحة تزخر بالألوان والعمق وانسيابية الريشة بيد فنان يجيد استخدامها ،لذا جاءت قراءتها من قبل الشاعر /الناقد عبد الله الوبر ،اشبه بابتهال وتغنٍ لعالم الجمال الذي خلقته القصيدة في نفسه ،لكن من دون ان يغرق في النشوة التي قد تمنعه رؤية الطريق الى قلب النصّ ، لذا قدمت القراءة نفسها بصيغة متوازنة بين العين الناقدة ،والعين المعجبة .
النصّ – ( لك وحدك ياسيدة الأزهار) باني المالكي – العراق
أقف هادي الهمس
وعناوين الخفوت في الروح
ذاب الزمن على خواتم الأيام
كالزمرد المعطوش للضوء
ما عدت أنا .. وكيف أنا .. ومن أين أنا
صار الفراغ قراطيس همسي ..
تحشرجت الدروب إليك
كطغيان الوجع في مملكة الكلام
رجعت أصداء الحنين الى الماء
تحفر أسارير وجهي على قمر الموج
كنت كالطفل أرمي بحر روحي بالحجارة
تدمي مسافات شهيقي برماد فقدك
مررت بالكثير من مدن الأسماء
لم أجد إلا أسمك ...
يشدني الى أضلاع ذاكرتي
وأنا في نفس المكان .. أنتظرك
مشيت في دروب البحر ..
رجعت خائبا بالعطش المر من موانئ الرحيل إليك
قلبي يخاتل نبض الريح
في أيام لم تعد تعرفني...
أهرب منك ..فلا أجد إلا الدرب إليك
خذي كل هذا العالم إلا قلبي
أخاف أن ينكسر وأنت فيه
خذي كل هذه الدروب ..
إلا الدرب الى روحي ..
هي عندك قبل أن أصل الى جسدي
خذي كل هذا الزمان ..
إلا توقف عمري بين يديك
خذي .. وخذي
وأنا في نفس المكان... سأنتظرك
الناقد :عقيل هاشم – العراق
هو لك وحدك ياسيدة اللأزهار>> لــــ باني المالكي –القصائد لاتطفىء الأسئلة (ما عدت أنا .. وكيف أنا .. ومن أين أنا) فتظل هناك مفارقة ما مكشوفة أحيانا ومستترة فى أحيان أخرى ليكون النص مرادفا لعالم هش من الترقب والانتظار تلك ثيمة الشاعر الأساسية (دال) لمدولات تتأرجح بين الثابت والمتغير بحثا عن مفارقات الحدث (تدمي مسافات شهيقي برماد فقدك )، وتبدو إنها أبدية إن لم تكن هي المكون الأساسي لهذا الفعل القاسي..وإذا علمنا إن النص الشعري نسق من العلامات ، وهو بالتالي يمثل مشهدا دالا على ما مال إليه الشاعر من اختيارات استقاها من النظام اللغوي ، هذه الاختيارات بالطبع لا تتمظهر اعتباطا، بل إن وراءها طاقة تدفعها، هذه الطاقة تكمن في ذهن المبدع وفي بصيرته(أهرب منك ..فلا أجد إلا الدرب إليك )، ولا يمكننا وصفها إلا بالنظر مليا إلى هذا المشهد، وبيان مدى قدرة الشاعر على الاختيار والتلقي الواعي - بمعني ما - من سلطة الجمالي الكامن في النظام اللغوي ، وحيث تدرج هذه القدرة في آفاق غير مألوفة أو منتهكة يكون انتظامها في رتبة أسمى وأعمق من تدرجها في آفاق مستهلكة منظمة ، معهودة . إن البنية الرئيسية في النص الشعري(الانتظار)، وهي إذ ذاك طرزه وأنساقه ، لا تتشكل من موقف انفعالي ، أو هاجسي عابر، إنها تبقى في أخيلة الرؤية(إلا توقف عمري بين يديك )، وفي نزعها الأبقى دائما، نزوعها المكتنة للكشف والانبثاق والتجلي.بعد ان حاول الشاعر توظيف ذاتيته الشاعر (أقف هادي الهمس )من خلال التماهي بالموضوعي (خذي كل هذا العالم إلا قلبي )من إشارات تتدافع في شكل إيحائي ، متموج نحو غايات رمزية متعددة الانتشار والتشعب ، أعني إن هذه العلامات تمضي في خط رأسي عميق (وأنا في نفس المكان... سأنتظرك)إذن هناك دورة دائرة كاملة يعود بها الشاعر إلى ذات النقطة من حيث بدا
الانتظار..
قراءة في نقد عقيل هاشم لنصّ باني المالكي
:- أعادنا ماكتبه الناقد عقيل هاشم لنصّ الشاعر (لك وحدك ياسيدة الأزهار) للشاعر باني المالكي ،بحكاية رودان مع نصب بلزاك وملخّصها ان بلدية باريس طلبت من اشهر نحاتي فرنسا والعالم (رودان ) ان يصنع تمثالاً لبلزاك ،وبعد عامين من العمل زار خلالها رودان كل الاماكن التي زارها بلزاك وتحدث مع كل من عرف بلزاك يوماً،حتى تقمص روحه ومكامن ابداعه ،ثم صنع التمثال .
كلفت البلدية عدداً من الاكاديمين المتخصصين لتقييم العمل ،فرأوا انه قد يشبه كائناً فضائيا أو مخلوقاً منقرضاً ، لكنه لايشبه بلزاك.
وفي اليوم التالي ،زارته اعداد من مبدعي فرنسا الكبار وعقولها الأدبية،فكان رأيهم مجتمعين ، ان ماصنعه رودان لبلزاك ،هو من أجمل وأروع ما أنتجته المخيلة والإبداع البشري .
عقيل هاشم وهو يترع كلماته ونظرته في قلب النصّ ،لم ينسَ ادواته المعرفية الأكاديمية ولا وضعها جانباً ،لكنه مزج بينها وبين ذائقته الشعرية /الجمالية ،لتأتي قراته للنصّ على قدر من الابداع كبير .
ماكان لقاريء عابر – رغم تخصصه - أن يقف أمام هذا السيل المنهمر من الصور والاستعارات والتشبيهات والإحالات التي راكمها النصّ في لحظة مشهدية هائلة الصخب والهمس معاً ،تلك اشكالية بذاتها قد تحرف النظر عما يرى ،لكن الناقد المتمرس كعقيل هاشم ،لايخطيء الهدف ولاتشكل عليه الرموز مهما بلغت عمقاً (وأنا في نفس المكان سأنتظرك) ربما هي اعادة لتلك الحكاية عن العاشق الذي وعدته الحبيبة ان لايغادر الى حين عودتها،فانتظرها في المكان ذاته حتى نبت العشب بين قدمه ثم يبس ،ولم تحضر ، (تبّاً – من اخترع الانتظار) تصرخ احداهن ،وهي ترى الانتظار يلتهم سنوات عمرها تباعاً ،وهنا دورة الشاعر المالكي وحكايته مع الانتظار ،تلك التي التقطها الناقد (عقيل) في لبّها البوحي (الا توقف عمري بين يديك) انه (منالوج ) اختمر في الروح طويلاً قبل ان يخرج زفرة كاوية ،تقتلع نفس الشاعر وتحرق اعماقه بكل الصخب ،لكنه يعرف انه صراخ عليه ان يكتفي بالهمس ((خذي كل هذا العالم إلا قلبي)لم يعد يطلب سوى الإبقاء على مايربطه بالحياة ،ولتأخذ ماتبقى .
الجائزة الثانية : نور العربي – تونس
عن نقدها لقصة ميلاد غير منتظر>> لـــ نهى اليعقوبي – تونس النصّ:- في شهر مايو عندما تفتّحت براعم الأزهار وتباهت القٌريسة بلونها الأصفر في محاكاة عشقيّة تغزّلت فيها باكتساحها للسّهول الممتدّة .... ليس بالبعيد عن هذا التلّ وفي بيت تقف جدرانه على أعمدة خشبيّة غليظة..... ويغطّي سقفه قصديرا هشيما ولدت طيبة ....في زمن بنوهون فيه بميلاد أنثى ...شقراء في حوش عربي بدأت تترعرع ويشتدّ جمالها وينسدل شعرها الأشقر على كتفيها ..وأوّل مصادفة لها عندما اشتدّ عودها أنها قبعت وراء نافذة صغيرةلتبيع السجائر في كشك . وتجلس على كرسيّ مبتور يتكأ على <>كنتول>> في انتظار الزبائن وأوّل قطعة نقديّة تمسكها تسرع لتضعها في حجر أبيها وهي تبتسم وكأنّها تزفّ اليه بشرى الكنز الذي وجدته بعد طول انتظار في ذاك الدّكان الضيّق...في المساء تعود لتتحلّق مع أفراد العائلة حول ا لعشاء ..... صحن يرشح بزيت زيتون ورغيف ساخن من صنع أمّها في تنور طيني تزفّ اليه أغصان الأشجار لتحترق وعندما تتحوّل الى جمرات ملتهبة تلصق قطع العجين التي كوّرتها ثمّ بسطتها على شكل دائري على جوانب ذلك التنور... امرأة في الثلاثين نزحت الى المدينة فقط لتبيع ماتغزله من صوف أو ما تنسجه من أغطية صوفيّة.....في النهار واول ما ينبثق الفجر تكون قد شقّت ذاك الزقاق لتصل الى فيلا أحد الأعيان من المستعمرين الفرنسيين لتغسل بعض الأواني وتنظف الجليز ثم تعود الى المغزل وتدوّر فيه كبّات الصّوف ....أمّا الناعس زوجها فقد كان قد يلغ الخمسين من عمره ولا يختلف في الكدح عن زوجته فقد يبكّر قبلها ليجرّ عربته بين الأنهج ويصيح <>روبافيكا>> كان لصوته طربا شجيّا ولحنا يُرفقه باحد الاغاني الشعبية من التراث التونسي .......كبرت طيبة وحان وقت قطافها عندما برزا نهديها وتكوّرا ردفيها....... وأوّل من راودها ابن الجيران من وراء نافذة الكشك مدّ يديه لبلامس حلمتها ويعتصرها......تأوّهت بلذّة وانتعاشة انوثية فكشفت صدرها.... واصبحت ترتع وراء انوثة تفجّرت ينابعها فجأة وكلّما اختلت في زاوية من البيت مارست بسريّة لمس مكامن لذّتها فترتعش ويتفض جسدها كارتعاشة صيف لامسها برد شتاء وهي تتصفّح بعض الصور التي دسّها لها ابن الجيران في احد جيوبها وقد رافقها مرّة في طريق العودة تحت ستار الظلام......شيطانيّة الجنس في ممارسة سريّة بدأت تفوح في سماء وطهر طيبة الكادحة.......يا لها من مراودة صامتة.....
الناقدة : نور العربي – تونس
تثير تسمية الأدب الذي تكتبه النساء بـ ( الأدب النسوي)، الكثير من الخلافات بين المشتغلين في هذا الحقل . ففي دراسة ظاهرة معينة يأخذ في وجه من وجوهه ذلك لان الأداء التعبيري يصدر في العادة عن تكوين روحي وفسيولوجي وبيئي يمايز البعض عن بعضها، فضلا عن تمايز للموهبة الإبداعية التي لا يستوي فيها نوع الجنس. التسمية تنكرا لأدبية هذا الادب، تبدو وكأنها نتاج حيرة وجدانية وسؤال وجودي لايدرك إجابته من يعيش في مجتمعات مضطربة مثل مجتمعاتنا، حيث تتساكن اليوم على مضض افكار لعودة السلفية الى الماضي بأشد الاشكال تخلفا، ان الاختلاف بين الرجال والمرأة لا يقتصر عل الفوارق البيولوجية والنفسية،، بل يتعداه الى الإرث التاريخي والثقافي، الأمر الذي يجعل من فعل الكتابة النسوية عمليّة تحرر من حيث انها وعي وموضعة وكشف لتجارب. المتن الحكائي: جمال هذا النص يتأتي في تصوري من فض المسكوت عنه وهو كسر (التابو - الجنس)كفعل درامي ومعادل موضوعي للألم الاجتماعي (الفقر) بمعنى فقدان العدالة الاجتماعية.. غموض السّرد والتباسه بالوصف وتداخل النجوى والحوار بالحكي، وانتقاض التسلسل الحدثي على نفسه، ذلك كله ما يلائم طموح النصّ إلى الوصول الى ما وراء السّرد المطرد على سننه، جمال هذا النص يتأتي من غموض السرد والتباسه بالشعر وتداخل النجوى والحوار بالحكي، وانتقاض التسلسل الحدثي على نفسه، ذلك كله ما يلائم طموح النص الى الوصول الى ما وراء السّرد المطرد على سننه، فلعلّ ما فيها من استرجاع يكاد يكون حرفيا لذكريات من سيرة ذاتية لا للرّاوي الكاتب فقط، بل لثقافة حقبة كاملة من عهود هذا الوطن أو هذا القطاع من الوطن، فانها في نهاية التحليل استرجاع لماض جميل - كأنه بذرة مخصبة في قلب الحياة التي تتردى الآن في واقع قبيح. بالطبع دون مباشرة ودون تقرير أو خطابية، لكن بإفصاح فنّي قد يكون موجعا ولكنة بليغ. من جوانب محبة الحياة صحو الايروسية، وسريان مياه الرومانسية الكامنة - وهي سمة من سمات كتابة هذا القص الذي يظل رومانسيا مهما تخفى تحت تفصيلات واقعية دقيقة .. انّ استيقاظ الوعي بالقضية النسوية لدى كاتبات القصة في السنوات الأخيرة، جعل خطابهن يدورحول (الفعل الايروسي)يكاد يكون ثيمة رئيسة في مخيلة الكاتبة عند تخومه التي تتكرر من خلالها مشكلات المرأة ومعاناتها، ليصبح التمايز بين القضية التي تطرحها الكاتبة وفنية التعبير عنها صعب التحقق. يجدر التوتر في الافكار والمواقف من أدب المرأة اليوم تعبيراته المتطرفة، بين مغالاة في رعاية لبعض النماذج من هذا الأدب، أو إنكار وإهمال وتمييز وانتقاص نجده في المفاصل الحساسة التي تحدد موقع المرأة الأدبي وعلى وجه الخصوص .
قراءة في نقد نور العربي لقصة (ميلاد غير منتظر) لنهى اليعقوبي
القاصة والأديبة نور العربي ،تتناول قصة نهى اليعقوبي (ميلاد غير منتظر) مما طرحته في جوانبها الاجتماعية ،وبالتالي طغى النقد في جانبه الدراسي (القضائوي ) ان جاز التعبير ،على حساب الطرح الفني في ما حواه النصّ القصصي المتناول بنسبة ما ، اذ اعتبرت الناقدة إن الأدب النسوي بشكل عام ،بقي يرواح بين الرفض المطلق، أوالحماس الزائد ،من دون ان يأخذ النقد حقه في جوانبه الموضوعية - وبالتاي فالنص النسوي ،ما أن يتناول المسكوت عنه ضمن التابو الاجتماعي المغلق – حتى يختلف فيه النقاد كما لو كان تحرّشا نصيّا، ولا ينظر إليه من ثم
كأي فنّ آخر في الحياة ، يخضع لاختلاف الأمزجة والأذواق ، بين معجب حد الوله ، ورافض حدّ التهجم ،وربما كان من رونق الأدب وجماليته ، ذلك الاختلاف حوله وفيه .
تلك هي البداهة بعمومها ،ومن هذه النقطة ،تبدأ الناقدة رحلتها مع قصة (ميلاد غير منتظر) بتفهم موضوعي
لايخفي تعاطفة وان لم يعلن انحيازه .
مايميز هذا النقد انه لم يكتف بالتطرق إلى مسارات القصة من حيث اللغة والأسلوب والقصّ والحكائي فيها ،بل تعدى ذلك الى (ثيمة )القصة وبعدها الاجتماعي والاقتصادي ،وهما العاملان الاكثر حضورا في تشكل الأدب وبنيته السردية والشعرية على السواء ، خاصة فيما يطلق عليه (الأدب النسوي )وعقدته الرئيسة (الايروس ) تلك العقدة التي مازال الحديث عنها (محرّماً) أو مستغرباً أو غير محبذ في حده الادني، عند الرجل الشرقي ،مما يدفع المرأة للتمرد النصي ان لم يكن ذلك متاحاً في التمرد المجتمعي .
تنويه من خارج المسابقة
النصّ:- (طلاسم أنوثتها ) لــ خالد التميمي – العراق
طلاسم أنوثتها ...
المشبعه بالجدل...
فككت سواد الليل
وطبعت على قلبي ...
ختم عاشق مستنير
الناقد :- عقيل هاشم – العراق
الشعر تلك المفردة ، المشاكسة ، الغامضة ،(طلاسم انثوتها) الدالة على شبحية حالة واستشرافات صورية باطنية ، وأحلام ، وكثافة مشحونة بما وراء العقل ،(فككت سواد الليل) تقارب ، تقرب السحر فيما يكتنهه من لامعقول. يقول ابن طباطبا «أجمل الشعر أكذبه تلك مقاربة جسورة بين (الواقعي/الخيالي) بين الباطني المتماهي لذاته ، وبين الاجتماعي المتوسل قولا مقبولا، نافذا الى القلب. الكتابة صلة المخيلة بالواقع ، وانفصال عنه (المخيلة كتابة غير مكتوبة ) (وطبعت على قلبي) ، مستنفرا حواسه برد فعل دفاعي يبطل عمل المخيلة ، هنا يبرز العقل الواعي الموجود مع عقل أخر الباطن وجها لوجه ، بينما تنزاح المخيلة جانبا ..(ختم عاشق مستنير).. الشاعر يخلق القاريء وبالقاريء يفقد الشاعر بدائيته الشعرية ، يفقد غريزته البكر وسرا من أسراره يصير الشاعر قصيدة / لغة ، ثم يتلاشى خلف التاريخ النقدي للقاريء لعينيه اللتين تفصلان دوما بين الشاعر والقصيدة وبين الشاعر واللغة ، فيغترب
الشاعر
..قراءة في في نقد عقيل هاشم لنص (طلاسم أنوثتها ) للشاعر خالد التميمي ---
(طلاسم) هي الإنثى ،ليس سوى البارع المتمرس ، من يستطيع الاقتراب من فكّ مفرداتها كما ،لو انك قد (فككت سواد الليل ) لتكتشف كم يستبطن من خبايا الصباحات الموشاة بندى لايعرف كنهه ،لكن النقد هنا يستتبع خطى النصّ ،بل ويسابقه حيناً، يفكّ مغاليقه بمخيلة اعتادت التحدي والغوص إلى قيعان استمرأت بدورها أن لاتقدّم سوى ماتريده ،لاشيء بالمجان ،لاشيء في العلن، هناك غلالة من سحر ،تخفي جسداً مشبعاً بالحدس والاحتمال ،النصّ – على كثافته - يظهر ويختفي كما في ليلة يكتنفها الضباب ، لكن عين الناقد الخبيرة ،وقلمه الواثق بمجساته شديدة الالتقاط ، يعرف اتباع الخطى ، النصّ والنقاد يتبادلان لعبة الخلق وإعادة الخلق بمتواليات من النشوة لاتتوقف ،الا مع وصول النصّ نقطته الاخيرة ، ليجد الدليل الناقد الى جانبه يواصلان رقصة الجمال الزوربوية ، فقد (ختم العاشق المستنير ) أبواب حكايته ،ليدخل من ثم حكاية أخرى ،يتبعها عقيل هاشم بدارية ثاقبة ، ليواصل المشاكسان (الشاعر بنصّه والناقد باكتشافه ) صنع واستخراج بواطن الجمال في مكامن الشعر.
تواصل (المواطن)اهتمامها بالجيد في الساحة الثقافية وهاهي اليوم تطل على القراء ب(مسابقة النقد الادبي) التي أقامها موقع (تقاسيم ) إذ ضمن سعيها لتطوير موقع (تقاسيم) وجعله منبراً حضارياً تلتقي فيه الأقلام المبدعة بمختلف مدارسها وتوجهاتها وطرائقها في الكتابة ، بحيث تتجاور في الموقع النصوص الأدبية وتتفاعل من اجل الارتقاء بالكلمة ، أقامت اللجنة الإدارية مسابقة للنص النقدي ، طارحة أمام النقّاد مجموعة من النصوص الشعرية والقصصية والنثرية ، مما نشر على صفحات هذا الموقع حصراً.ولقراءة النصوص النقدية المقدمة وتقييمها ، تشكلت لجنة ضمت كلّ من :علي السعدي : باحث وأديب – العراق ,نهى اليعقوبي – شاعرة وكاتبة – تونس ,نضال صباح : شاعر وكاتب– فلسطين ,ميلاد رابية : شاعرة – سوريا ,وقد خرجت بالنتائج التالية :
الجائزة الأولى مناصفة :عقيل هاشم – عن نقده لنصّ باني المالكي (لك وحدك ياسيدة الأزهار) ,عبد الله الوبر- عن نقده لقصيدة أديب مجد (غيمة ).الجائزة الثانية: نور العربي عن نقدها لقصة (ميلاد غير منتظر ) لنهى اليعقوبي,تنويه خاص من خارج المسابقة :عقيل هاشم – عن نقده لنصّ خالد التميمي (طلاسم أنوثتها ) .
الحيثيات : لقد وجدت اللجنة إن نقدي كل من الأستاذين عقيل هاشم وعبد الله الوبر ،قطعا شوطاً أصيلاً في مضمارين مختلفين ،فوصلا في الوقت عينه ، رغم ا ن أيا منهما لم ينافس الآخر،إذ تناول عبد الله الوبر قصيدة(غيمة ) باعتباره شاعراً تفاعل مع القصيدة مندمجاً في مفرداتها ومستلهما حالتها وتحولاتها ، فرافقها محلّقة كي يرى ويسمع ماتريد قوله ،أو يستوحي ماأشارت إليه ،بحساسية مرهفة ،ليأتي التناغم منسجماً بين فعل النقد ولغة القصيدة بكل ما تمتليء به من خزين مشهدي تارة ، ومتخيل في الغالب .أما النصّ النقدي ، لعقيل هاشم، فقد تعامل مع نصّ شعري مشاكس ،ومتعب معا ، متفلت من القيود يصعب ترويضه ، لذا وجد الناقد نفسه في مايشبه التحدي ،ومن ثم لجأ إلى الإمساك بغارب بالنص ، لا ليمنعه من الانطلاق ،بل ليضع لإشاراته وتدفق صوره،ماهو في المتناول .لقد وضع له جسدا رشيقا مرنا ،يمارس لعبة العشق بمهارة (مايسترو) ليجعل من (لك وحدك ياسيدة الأزهار) بمثابة اوركسترا تعزف سيمفونية تشكلت حديثا.أمام تلك الحيثيات ، ولأن كلا النقدين برع فيما جاء به ، لذا وجدت اللجنة أن يفوزا معاً ،فكل منهما يستحق الجائزة الأولى .
النصوص النقدية وقراءتها من قبل اللجنة :
(غيمة ) لأديب مجد .. فلسطين
غيمةٌ أنتِ بصحراءٍ وأرضٍ قاحلةْ
جَلَبْتْ معها أريجَ البرتقالْ
وأريجَ النرجسِ البريّ من تلك الجبالْ
أمطرتْ فوق عظامي الناحلةْ
وأنا أغمضتُ في البَرقِ عيوني
خائفاً من عامرٍ أن يرجُموني
عندما يفشو لهم امرُ جنوني
عندها، ادركتُ أن البُعدَ طالْ
قد نسينا كيفَ طعمُ البرتقالْ
وأريجَ النرجسِ البريّ في تلك الجبال
فدفنتُ دمع عيني في الرمالْ
ثم تمتَمْتُ بأنّ الغيمَ حتما راحلة
الناقد - عبد الله الوبر – ليبيا
1 - مــــــستوى الأصوات
استطاع الشاعر أن يوظف التناغمات الصوتية في قصيدته بشكل جميل .. مع كون النص ينتمي للشعر الحديث إلاّ أنه أجاد في توظيف القافية المنتجة أساساً في حديقة الشعر العمودي .. مثل اللّام الممتدة بالألف ( طالْ , البرتقالْ , الجبال , الرمالْ ). كذا حروف الجيم مع النون والياء مثل (يرجُموني , جنوني ) وهناك حروفٌ زادت من بهاء النص وعذوبته مثل حروف الراء والتاء والجيم في: جَلَبْتْ، أريجَ، تمتَمْتُ، النرجسِ ...... فقد أتى النفّس الشعري عذباً يتلاءم مع التراكيب الموحية بالجمال في محيط التعبير عن الأسى والحزن .. لذا فقد جمع الشاعر بين التراكيب العذبة التي تعرض الحزن بالمعنى البديع ..
2- المعجم الأدبي الشعري
استطاع الشاعر توظيف التقاطبات الدلالية لإيصال المعنى المعبر في أجواء فريدة فقد أستخدم ثلاثة أنماط من التعبيرات 1- الانفتاح , 2- الانغلاق ، 3- الأمل ... ففي الانفتاح على السماء (جَلَبْتْ معها أريجَ البرتقالْ) وعلى الأرض (وأريجَ النرجسِ البريّ من تلك الجبالْ) ..... ثم لما استيأس انغلق على ذاته في عينيه (وأنا أغمضتُ في البَرقِ عيوني) وتحت الأرض (فدفنتُ دمع عيني في الرمالْ) ليصل إلى رسالة الفضاء الذي لا ينتهي وهو الأمل في قوله (ثم تمتَمْتُ بأنّ الغيمَ حتما راحلة)
3- السياق والتراكيب
وظف الشاعر التكرارات ليُظهر التعبيرات الموحية في نفسه وهو ما ينعكس على نفس القارئ مثل (وأريجَ النرجسِ البريّ). وكذا احتواء النص على العديد من الصور البلاغية الموحية من مثل الكناية في (خائفاً من عامرٍ أن يرجُموني) و (ثم تمتَمْتُ بأنّ الغيمَ حتما راحلة) والاستعارة في قوله (فدفنتُ دمع عيني في الرمالْ) وهناك الأالوان البديعية من مثل (الرمالْ , الجبال) و (قاحلةْ , الناحلةْ....
التقييم :قراءة في النقد الذي قدمه الشاعر عبد الله الوبر
لقصيدة (غيمة )للشاعر أديب مجد
-إستطاع الناقد هنا ان يلتقط بدقة متناهية ، الاشارات المتناثرة كالوشم في جسد القصيدة البضّ ،و في ايحاءاتها ودلالاتها على السواء ،رغم ان تلك الدلالات بكثافة ايرادها ،قد تحتاج الى مرجعية تراثية تربطها فيما اورده الشاعر (خائفاً من عامرٍ أن يرجُموني)هنا يتقمص صورة ابن الملوح وهو يداني مضارب ليلى ،وفي الآن ذاته ،يحيلها الى موروث آخر (من منكم بلا خطيئة –فليرجمها بحجر) فعل الرجم هو الادانة المقدسة في مجتمع فقد القداسة منذ ان تحول العشق فيه الى إدانة تستحق الرجم ،في الوقت الذي تُبارك فيه الجريمة ويثاب مرتكبها ،ذلك معنى متشابك ومتداخل يطرح اشكالية بصورة مرعبة ، يستنكرها ويدينها ،فالخوف هنا فعل احتجاج ،لعاشق لم يأتِ بذنب سوى سعيه الى من يحبّ ،لعله يحظى بمجرد نظرة ولو من بعيد ،لكن الشاعر لايغوص في الابهام ولايغريه الدفع نحو المجاهل ، بل يفتح الجملة على مصراعيها ليتدفق الايحاء بلا نهاية مستحضراً كل الموروث القبلي المقدس،المدين والمدان معاً .
ولكي لايتوه الناقد في تجواله على مساحات القصيدة الشاسعة ،فإنه وضع وبدراية مسبقة ،محطّات توقف على خارطة تسهل عليه طرق الوصول ،فأفرز مااستخرجه من مكنونات القصيدة ،الى (تجميعات )ثلاثة نظر اليها كل على حدة من دون ان يفقهد ذلك النظرة الشمولية لكيانية القصيدة التي حضرت على شكل لوحة تزخر بالألوان والعمق وانسيابية الريشة بيد فنان يجيد استخدامها ،لذا جاءت قراءتها من قبل الشاعر /الناقد عبد الله الوبر ،اشبه بابتهال وتغنٍ لعالم الجمال الذي خلقته القصيدة في نفسه ،لكن من دون ان يغرق في النشوة التي قد تمنعه رؤية الطريق الى قلب النصّ ، لذا قدمت القراءة نفسها بصيغة متوازنة بين العين الناقدة ،والعين المعجبة .
النصّ – ( لك وحدك ياسيدة الأزهار) باني المالكي – العراق
أقف هادي الهمس
وعناوين الخفوت في الروح
ذاب الزمن على خواتم الأيام
كالزمرد المعطوش للضوء
ما عدت أنا .. وكيف أنا .. ومن أين أنا
صار الفراغ قراطيس همسي ..
تحشرجت الدروب إليك
كطغيان الوجع في مملكة الكلام
رجعت أصداء الحنين الى الماء
تحفر أسارير وجهي على قمر الموج
كنت كالطفل أرمي بحر روحي بالحجارة
تدمي مسافات شهيقي برماد فقدك
مررت بالكثير من مدن الأسماء
لم أجد إلا أسمك ...
يشدني الى أضلاع ذاكرتي
وأنا في نفس المكان .. أنتظرك
مشيت في دروب البحر ..
رجعت خائبا بالعطش المر من موانئ الرحيل إليك
قلبي يخاتل نبض الريح
في أيام لم تعد تعرفني...
أهرب منك ..فلا أجد إلا الدرب إليك
خذي كل هذا العالم إلا قلبي
أخاف أن ينكسر وأنت فيه
خذي كل هذه الدروب ..
إلا الدرب الى روحي ..
هي عندك قبل أن أصل الى جسدي
خذي كل هذا الزمان ..
إلا توقف عمري بين يديك
خذي .. وخذي
وأنا في نفس المكان... سأنتظرك
الناقد :عقيل هاشم – العراق
هو لك وحدك ياسيدة اللأزهار>> لــــ باني المالكي –القصائد لاتطفىء الأسئلة (ما عدت أنا .. وكيف أنا .. ومن أين أنا) فتظل هناك مفارقة ما مكشوفة أحيانا ومستترة فى أحيان أخرى ليكون النص مرادفا لعالم هش من الترقب والانتظار تلك ثيمة الشاعر الأساسية (دال) لمدولات تتأرجح بين الثابت والمتغير بحثا عن مفارقات الحدث (تدمي مسافات شهيقي برماد فقدك )، وتبدو إنها أبدية إن لم تكن هي المكون الأساسي لهذا الفعل القاسي..وإذا علمنا إن النص الشعري نسق من العلامات ، وهو بالتالي يمثل مشهدا دالا على ما مال إليه الشاعر من اختيارات استقاها من النظام اللغوي ، هذه الاختيارات بالطبع لا تتمظهر اعتباطا، بل إن وراءها طاقة تدفعها، هذه الطاقة تكمن في ذهن المبدع وفي بصيرته(أهرب منك ..فلا أجد إلا الدرب إليك )، ولا يمكننا وصفها إلا بالنظر مليا إلى هذا المشهد، وبيان مدى قدرة الشاعر على الاختيار والتلقي الواعي - بمعني ما - من سلطة الجمالي الكامن في النظام اللغوي ، وحيث تدرج هذه القدرة في آفاق غير مألوفة أو منتهكة يكون انتظامها في رتبة أسمى وأعمق من تدرجها في آفاق مستهلكة منظمة ، معهودة . إن البنية الرئيسية في النص الشعري(الانتظار)، وهي إذ ذاك طرزه وأنساقه ، لا تتشكل من موقف انفعالي ، أو هاجسي عابر، إنها تبقى في أخيلة الرؤية(إلا توقف عمري بين يديك )، وفي نزعها الأبقى دائما، نزوعها المكتنة للكشف والانبثاق والتجلي.بعد ان حاول الشاعر توظيف ذاتيته الشاعر (أقف هادي الهمس )من خلال التماهي بالموضوعي (خذي كل هذا العالم إلا قلبي )من إشارات تتدافع في شكل إيحائي ، متموج نحو غايات رمزية متعددة الانتشار والتشعب ، أعني إن هذه العلامات تمضي في خط رأسي عميق (وأنا في نفس المكان... سأنتظرك)إذن هناك دورة دائرة كاملة يعود بها الشاعر إلى ذات النقطة من حيث بدا
الانتظار..
قراءة في نقد عقيل هاشم لنصّ باني المالكي
:- أعادنا ماكتبه الناقد عقيل هاشم لنصّ الشاعر (لك وحدك ياسيدة الأزهار) للشاعر باني المالكي ،بحكاية رودان مع نصب بلزاك وملخّصها ان بلدية باريس طلبت من اشهر نحاتي فرنسا والعالم (رودان ) ان يصنع تمثالاً لبلزاك ،وبعد عامين من العمل زار خلالها رودان كل الاماكن التي زارها بلزاك وتحدث مع كل من عرف بلزاك يوماً،حتى تقمص روحه ومكامن ابداعه ،ثم صنع التمثال .
كلفت البلدية عدداً من الاكاديمين المتخصصين لتقييم العمل ،فرأوا انه قد يشبه كائناً فضائيا أو مخلوقاً منقرضاً ، لكنه لايشبه بلزاك.
وفي اليوم التالي ،زارته اعداد من مبدعي فرنسا الكبار وعقولها الأدبية،فكان رأيهم مجتمعين ، ان ماصنعه رودان لبلزاك ،هو من أجمل وأروع ما أنتجته المخيلة والإبداع البشري .
عقيل هاشم وهو يترع كلماته ونظرته في قلب النصّ ،لم ينسَ ادواته المعرفية الأكاديمية ولا وضعها جانباً ،لكنه مزج بينها وبين ذائقته الشعرية /الجمالية ،لتأتي قراته للنصّ على قدر من الابداع كبير .
ماكان لقاريء عابر – رغم تخصصه - أن يقف أمام هذا السيل المنهمر من الصور والاستعارات والتشبيهات والإحالات التي راكمها النصّ في لحظة مشهدية هائلة الصخب والهمس معاً ،تلك اشكالية بذاتها قد تحرف النظر عما يرى ،لكن الناقد المتمرس كعقيل هاشم ،لايخطيء الهدف ولاتشكل عليه الرموز مهما بلغت عمقاً (وأنا في نفس المكان سأنتظرك) ربما هي اعادة لتلك الحكاية عن العاشق الذي وعدته الحبيبة ان لايغادر الى حين عودتها،فانتظرها في المكان ذاته حتى نبت العشب بين قدمه ثم يبس ،ولم تحضر ، (تبّاً – من اخترع الانتظار) تصرخ احداهن ،وهي ترى الانتظار يلتهم سنوات عمرها تباعاً ،وهنا دورة الشاعر المالكي وحكايته مع الانتظار ،تلك التي التقطها الناقد (عقيل) في لبّها البوحي (الا توقف عمري بين يديك) انه (منالوج ) اختمر في الروح طويلاً قبل ان يخرج زفرة كاوية ،تقتلع نفس الشاعر وتحرق اعماقه بكل الصخب ،لكنه يعرف انه صراخ عليه ان يكتفي بالهمس ((خذي كل هذا العالم إلا قلبي)لم يعد يطلب سوى الإبقاء على مايربطه بالحياة ،ولتأخذ ماتبقى .
الجائزة الثانية : نور العربي – تونس
عن نقدها لقصة ميلاد غير منتظر>> لـــ نهى اليعقوبي – تونس النصّ:- في شهر مايو عندما تفتّحت براعم الأزهار وتباهت القٌريسة بلونها الأصفر في محاكاة عشقيّة تغزّلت فيها باكتساحها للسّهول الممتدّة .... ليس بالبعيد عن هذا التلّ وفي بيت تقف جدرانه على أعمدة خشبيّة غليظة..... ويغطّي سقفه قصديرا هشيما ولدت طيبة ....في زمن بنوهون فيه بميلاد أنثى ...شقراء في حوش عربي بدأت تترعرع ويشتدّ جمالها وينسدل شعرها الأشقر على كتفيها ..وأوّل مصادفة لها عندما اشتدّ عودها أنها قبعت وراء نافذة صغيرةلتبيع السجائر في كشك . وتجلس على كرسيّ مبتور يتكأ على <>كنتول>> في انتظار الزبائن وأوّل قطعة نقديّة تمسكها تسرع لتضعها في حجر أبيها وهي تبتسم وكأنّها تزفّ اليه بشرى الكنز الذي وجدته بعد طول انتظار في ذاك الدّكان الضيّق...في المساء تعود لتتحلّق مع أفراد العائلة حول ا لعشاء ..... صحن يرشح بزيت زيتون ورغيف ساخن من صنع أمّها في تنور طيني تزفّ اليه أغصان الأشجار لتحترق وعندما تتحوّل الى جمرات ملتهبة تلصق قطع العجين التي كوّرتها ثمّ بسطتها على شكل دائري على جوانب ذلك التنور... امرأة في الثلاثين نزحت الى المدينة فقط لتبيع ماتغزله من صوف أو ما تنسجه من أغطية صوفيّة.....في النهار واول ما ينبثق الفجر تكون قد شقّت ذاك الزقاق لتصل الى فيلا أحد الأعيان من المستعمرين الفرنسيين لتغسل بعض الأواني وتنظف الجليز ثم تعود الى المغزل وتدوّر فيه كبّات الصّوف ....أمّا الناعس زوجها فقد كان قد يلغ الخمسين من عمره ولا يختلف في الكدح عن زوجته فقد يبكّر قبلها ليجرّ عربته بين الأنهج ويصيح <>روبافيكا>> كان لصوته طربا شجيّا ولحنا يُرفقه باحد الاغاني الشعبية من التراث التونسي .......كبرت طيبة وحان وقت قطافها عندما برزا نهديها وتكوّرا ردفيها....... وأوّل من راودها ابن الجيران من وراء نافذة الكشك مدّ يديه لبلامس حلمتها ويعتصرها......تأوّهت بلذّة وانتعاشة انوثية فكشفت صدرها.... واصبحت ترتع وراء انوثة تفجّرت ينابعها فجأة وكلّما اختلت في زاوية من البيت مارست بسريّة لمس مكامن لذّتها فترتعش ويتفض جسدها كارتعاشة صيف لامسها برد شتاء وهي تتصفّح بعض الصور التي دسّها لها ابن الجيران في احد جيوبها وقد رافقها مرّة في طريق العودة تحت ستار الظلام......شيطانيّة الجنس في ممارسة سريّة بدأت تفوح في سماء وطهر طيبة الكادحة.......يا لها من مراودة صامتة.....
الناقدة : نور العربي – تونس
تثير تسمية الأدب الذي تكتبه النساء بـ ( الأدب النسوي)، الكثير من الخلافات بين المشتغلين في هذا الحقل . ففي دراسة ظاهرة معينة يأخذ في وجه من وجوهه ذلك لان الأداء التعبيري يصدر في العادة عن تكوين روحي وفسيولوجي وبيئي يمايز البعض عن بعضها، فضلا عن تمايز للموهبة الإبداعية التي لا يستوي فيها نوع الجنس. التسمية تنكرا لأدبية هذا الادب، تبدو وكأنها نتاج حيرة وجدانية وسؤال وجودي لايدرك إجابته من يعيش في مجتمعات مضطربة مثل مجتمعاتنا، حيث تتساكن اليوم على مضض افكار لعودة السلفية الى الماضي بأشد الاشكال تخلفا، ان الاختلاف بين الرجال والمرأة لا يقتصر عل الفوارق البيولوجية والنفسية،، بل يتعداه الى الإرث التاريخي والثقافي، الأمر الذي يجعل من فعل الكتابة النسوية عمليّة تحرر من حيث انها وعي وموضعة وكشف لتجارب. المتن الحكائي: جمال هذا النص يتأتي في تصوري من فض المسكوت عنه وهو كسر (التابو - الجنس)كفعل درامي ومعادل موضوعي للألم الاجتماعي (الفقر) بمعنى فقدان العدالة الاجتماعية.. غموض السّرد والتباسه بالوصف وتداخل النجوى والحوار بالحكي، وانتقاض التسلسل الحدثي على نفسه، ذلك كله ما يلائم طموح النصّ إلى الوصول الى ما وراء السّرد المطرد على سننه، جمال هذا النص يتأتي من غموض السرد والتباسه بالشعر وتداخل النجوى والحوار بالحكي، وانتقاض التسلسل الحدثي على نفسه، ذلك كله ما يلائم طموح النص الى الوصول الى ما وراء السّرد المطرد على سننه، فلعلّ ما فيها من استرجاع يكاد يكون حرفيا لذكريات من سيرة ذاتية لا للرّاوي الكاتب فقط، بل لثقافة حقبة كاملة من عهود هذا الوطن أو هذا القطاع من الوطن، فانها في نهاية التحليل استرجاع لماض جميل - كأنه بذرة مخصبة في قلب الحياة التي تتردى الآن في واقع قبيح. بالطبع دون مباشرة ودون تقرير أو خطابية، لكن بإفصاح فنّي قد يكون موجعا ولكنة بليغ. من جوانب محبة الحياة صحو الايروسية، وسريان مياه الرومانسية الكامنة - وهي سمة من سمات كتابة هذا القص الذي يظل رومانسيا مهما تخفى تحت تفصيلات واقعية دقيقة .. انّ استيقاظ الوعي بالقضية النسوية لدى كاتبات القصة في السنوات الأخيرة، جعل خطابهن يدورحول (الفعل الايروسي)يكاد يكون ثيمة رئيسة في مخيلة الكاتبة عند تخومه التي تتكرر من خلالها مشكلات المرأة ومعاناتها، ليصبح التمايز بين القضية التي تطرحها الكاتبة وفنية التعبير عنها صعب التحقق. يجدر التوتر في الافكار والمواقف من أدب المرأة اليوم تعبيراته المتطرفة، بين مغالاة في رعاية لبعض النماذج من هذا الأدب، أو إنكار وإهمال وتمييز وانتقاص نجده في المفاصل الحساسة التي تحدد موقع المرأة الأدبي وعلى وجه الخصوص .
قراءة في نقد نور العربي لقصة (ميلاد غير منتظر) لنهى اليعقوبي
القاصة والأديبة نور العربي ،تتناول قصة نهى اليعقوبي (ميلاد غير منتظر) مما طرحته في جوانبها الاجتماعية ،وبالتالي طغى النقد في جانبه الدراسي (القضائوي ) ان جاز التعبير ،على حساب الطرح الفني في ما حواه النصّ القصصي المتناول بنسبة ما ، اذ اعتبرت الناقدة إن الأدب النسوي بشكل عام ،بقي يرواح بين الرفض المطلق، أوالحماس الزائد ،من دون ان يأخذ النقد حقه في جوانبه الموضوعية - وبالتاي فالنص النسوي ،ما أن يتناول المسكوت عنه ضمن التابو الاجتماعي المغلق – حتى يختلف فيه النقاد كما لو كان تحرّشا نصيّا، ولا ينظر إليه من ثم
كأي فنّ آخر في الحياة ، يخضع لاختلاف الأمزجة والأذواق ، بين معجب حد الوله ، ورافض حدّ التهجم ،وربما كان من رونق الأدب وجماليته ، ذلك الاختلاف حوله وفيه .
تلك هي البداهة بعمومها ،ومن هذه النقطة ،تبدأ الناقدة رحلتها مع قصة (ميلاد غير منتظر) بتفهم موضوعي
لايخفي تعاطفة وان لم يعلن انحيازه .
مايميز هذا النقد انه لم يكتف بالتطرق إلى مسارات القصة من حيث اللغة والأسلوب والقصّ والحكائي فيها ،بل تعدى ذلك الى (ثيمة )القصة وبعدها الاجتماعي والاقتصادي ،وهما العاملان الاكثر حضورا في تشكل الأدب وبنيته السردية والشعرية على السواء ، خاصة فيما يطلق عليه (الأدب النسوي )وعقدته الرئيسة (الايروس ) تلك العقدة التي مازال الحديث عنها (محرّماً) أو مستغرباً أو غير محبذ في حده الادني، عند الرجل الشرقي ،مما يدفع المرأة للتمرد النصي ان لم يكن ذلك متاحاً في التمرد المجتمعي .
تنويه من خارج المسابقة
النصّ:- (طلاسم أنوثتها ) لــ خالد التميمي – العراق
طلاسم أنوثتها ...
المشبعه بالجدل...
فككت سواد الليل
وطبعت على قلبي ...
ختم عاشق مستنير
الناقد :- عقيل هاشم – العراق
الشعر تلك المفردة ، المشاكسة ، الغامضة ،(طلاسم انثوتها) الدالة على شبحية حالة واستشرافات صورية باطنية ، وأحلام ، وكثافة مشحونة بما وراء العقل ،(فككت سواد الليل) تقارب ، تقرب السحر فيما يكتنهه من لامعقول. يقول ابن طباطبا «أجمل الشعر أكذبه تلك مقاربة جسورة بين (الواقعي/الخيالي) بين الباطني المتماهي لذاته ، وبين الاجتماعي المتوسل قولا مقبولا، نافذا الى القلب. الكتابة صلة المخيلة بالواقع ، وانفصال عنه (المخيلة كتابة غير مكتوبة ) (وطبعت على قلبي) ، مستنفرا حواسه برد فعل دفاعي يبطل عمل المخيلة ، هنا يبرز العقل الواعي الموجود مع عقل أخر الباطن وجها لوجه ، بينما تنزاح المخيلة جانبا ..(ختم عاشق مستنير).. الشاعر يخلق القاريء وبالقاريء يفقد الشاعر بدائيته الشعرية ، يفقد غريزته البكر وسرا من أسراره يصير الشاعر قصيدة / لغة ، ثم يتلاشى خلف التاريخ النقدي للقاريء لعينيه اللتين تفصلان دوما بين الشاعر والقصيدة وبين الشاعر واللغة ، فيغترب
الشاعر
..قراءة في في نقد عقيل هاشم لنص (طلاسم أنوثتها ) للشاعر خالد التميمي ---
(طلاسم) هي الإنثى ،ليس سوى البارع المتمرس ، من يستطيع الاقتراب من فكّ مفرداتها كما ،لو انك قد (فككت سواد الليل ) لتكتشف كم يستبطن من خبايا الصباحات الموشاة بندى لايعرف كنهه ،لكن النقد هنا يستتبع خطى النصّ ،بل ويسابقه حيناً، يفكّ مغاليقه بمخيلة اعتادت التحدي والغوص إلى قيعان استمرأت بدورها أن لاتقدّم سوى ماتريده ،لاشيء بالمجان ،لاشيء في العلن، هناك غلالة من سحر ،تخفي جسداً مشبعاً بالحدس والاحتمال ،النصّ – على كثافته - يظهر ويختفي كما في ليلة يكتنفها الضباب ، لكن عين الناقد الخبيرة ،وقلمه الواثق بمجساته شديدة الالتقاط ، يعرف اتباع الخطى ، النصّ والنقاد يتبادلان لعبة الخلق وإعادة الخلق بمتواليات من النشوة لاتتوقف ،الا مع وصول النصّ نقطته الاخيرة ، ليجد الدليل الناقد الى جانبه يواصلان رقصة الجمال الزوربوية ، فقد (ختم العاشق المستنير ) أبواب حكايته ،ليدخل من ثم حكاية أخرى ،يتبعها عقيل هاشم بدارية ثاقبة ، ليواصل المشاكسان (الشاعر بنصّه والناقد باكتشافه ) صنع واستخراج بواطن الجمال في مكامن الشعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق