انطلقت مساء أمس الأربعاء الحلقة الأخيرة من حلقات المرحلة الثانية، أي العاشرة من حلقات البث المباشر عبر قناة أبوظبي ـ الإمارات من برنامج "شاعر المليون" الذي استطاع كسر رقم المشاهدة عربياً بين برامج المسابقات الثقافية.
وفي حلقة أمس التي تبث أحداثها - كما هي العادة ومنذ انطلاق البرنامج - من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي تنافس آخرُ سبعةِ فرسان من الشعراء الـ28 الذين كان قد تأهلوا من بين 48 شاعراً إلى المرحلة الثانية.
قبل أن يطل الشعراء السبعة ويلقوا على أسماع الجمهور قصائدهم الحماسية الوطنية والوجدانية والرمزية؛ صعد إلى خشبة المسرح الشعراء الستة الذين كانوا ينتظرون بقلق نتائج التصويت عبر رسائل الـsms عن الحلقة الماضية، وهم مستور الذويبي/ السعودية، حمود اليحيائي/ سلطنة عمان، محمد قاسم الحجاجي/ اليمن، عبدالله الحيلان/ الكويت، علاء الرمحي/ مصر، عبدالله السرحان/ الأردن.، ولم ينضم من بين هؤلاء إلى كوكبة الـ15 شاعراً سوى مستور الذويبي الذي حاز على 82% من درجات التصويت، ومحمد قاسم الحجاجي الذي استطاع كسب 51%، فيما احتفظت لجنة النقد المكونة من د. غسان الحسن، والناقد والأديب سلطان العميمي، والشاعر والناقد حمد السعيد بالبطاقة الذهبية إلى الحلقة القادمة، كما طرحت أبيات الارتجال المطلوبة من الشعراء المتنافسين، وهم:
عساف التومي وعبدالله مدعج المطيري/ السعودية، محمد العرجاني/ البحرين، علي القحطاني/ الإمارات، سعيد الحجري/ سلطنة عُمان، حامد الكوكو/ سوريا، هلال صلفيج الشمري/ العراق.
عساف التومي وعبدالله مدعج المطيري/ السعودية، محمد العرجاني/ البحرين، علي القحطاني/ الإمارات، سعيد الحجري/ سلطنة عُمان، حامد الكوكو/ سوريا، هلال صلفيج الشمري/ العراق.
وقد تأهل هلال صلفيج الشمري/ العراق بجدارة بفضل درجات أعضاء لجنة التحكيم، إذ حصل على 48 درجة من أصل 50، فيما تراوحت درجات بقية الشعراء بين 45 درجة و47 درجة، حيث كانت الـ 47 درجة من نصيب وعبدالله مدعج المطيري و علي القحطاني، في حين نال الـ 45 درجة كل من عساف التومي ، محمد العرجاني، سعيد الحجري، حامد الكوكو.
.
وكانت أبيات الارتجال للشاعر الكويتي الراحل مرشد البذال الرشيدي، والتي قال فيها يوماً عن الوطن:
حنا فدايا البلد والدار تشره علينا وقت اللوازم نبين
الحين والاّ بعد محْدن تهقوا وطنا من ماضيات السنين
كوبان يا من قعد ما شفت فعل النشاما لطامة العايلين
والأبيات جزء من نص يعتبر لوناً من ألوان العرضة كما أوضح الناقد حمد السعيد، ويعتمد هذا اللون على ثلاثة أشطر، وليس على شطرين كما هي العادة في القصيدة ذات الشكل الكلاسيكي، وكان المطلوب ليلة أمس الارتجال بذات موضوع النص، وليس حسب الوزن والقافية كما كان الارتجال في الحلقات السابقة. ليخضع يوم أمس كل من:
تحليل نفسي
مع الإعلامي عارف عمر مُعد البرنامج ود. ناديا بوهنّاد بدأت حلقة ليلة أمس، ومع تحليل للشعراء السبعة قبل أن يطلوا على جمهورهم وعلى جمهور الشعر والبرنامج الذي يعاد على قناة "بينونة"، وقد قالت د. ناديا إن عساف التومي مبدع وصاحب أداء رائع، وعبدالله مدعج المطيري أداؤه جيد وكذلك تفاعله، محمد العرجاني/ البحرين يهوى التحدي ويحب الإبداع، وقد جذب الجمهور، وكان مرتاحاً مع اللجنة، فيما بدا علي القحطاني جيداً ومرتاحاً وهو الذي يحب إقناع من هم أمامه، سعيد الحجري الواقعي حمس الجمهور، وكان جيد الأداء، كذل الحال بالنسبة لحامد الكوكو الذي أبدى تجانساً بين أدائه وكلماته المؤثرة، وهو الذي يتمتع بقدرة على الإقناع والتفاعل، في حين كان هلال صلفيج الشمري ممتازاً، وصاحب أداء رائع وحضوره جميل، وهو الذي فاز بـ48 درجة من درجات لجنة التحكيم، وبأعلى درجات جمهور المسرح التي بلغت 33%.
محسنات لفظية وجمالية
حامد الكوكو كان أول الشعراء الذين استهلوا ليل الشعر والجمال والإبداع، فألقى قصيدة عن حال من هم في المخيمات، مستقطباً التفاصيل واللحظات الإنسانية الصعبة التي يعيشونها اللاجئون السوريون في بلاد الجوار، وقد بدأ نصه بقوله:
قبور فوق وجه الأرض أحيا يلبسون أكفان كأن الموت صنّف روحهم من قبل يخطفها
خيم والريح تعزف من خلال شقوقها ألحان وسوالف شوق بردانه وهذا الليل معطفها
وجوع يأكل الأجساد يشبعها من الحرمان وعكازة صبر جهل المصير الضال يتلفها
وألم وأشلاء ذكرى استغاثات وبقايا إنسان تعب يرسم ورود الحلم والأيام تقطفها
وكما بدأ نصه بالجماليات كذلك ختمه حينما قال:
عبس وجه الحياة وضاقت بشعب الأسى البلدان يا ناسٍ وين مَ توجه كفوف الموت تلقفها
على أطلال تاريخ العروبة تنعق الغربان جثث أزرى الزمان بها عسى الرحمن يخلفها
تنادي دمعة الأطفال توقظ داخلي أحزان وقصايد جرح أسقي بالدموع الحمر أحرفها
د. غسان الحسن وقبل أن يبدأ بنقد نص حامد نوّه إلى نقطة هامة جداً، إذ قال إن تقييم الشاعر لا يكون على تجربته وعلى ما قدم خلال المسابقة، إنما على ما يقدمه في الحلقة، وبالتالي على كل شاعر أن يتقن قصيدته، أما بالنسبة لحامد فهو مسكون بالقضية الوطنية، لذلك كرر الموضوع الذي قدمه في الحلقة السابقة التي شارك فيها، لكنه قصيدته جاءت شاعرية وراقية المستوى، على الرغم من عدم وجود جدّة في الطرح، فالشاعر لم يستطع أن يأتي بالشيء الجديد في الموضوع، إنما كان الجديد في الشكل، وقد أتقن حامد البناء، وجاء في المرحلة الأولى بصورة كاملة عن المخيم بما هو مشترك بين أفراده من حياة ومشاعر، وفي المرحلة الثانية دخل الشاعر إلى داخل الخيمة، وتحدث عن الأم والعجوز والرجل وعن حل المأساة التي لن تكون بالهجرة، ثم ارتد الشاعر إلى اجترار الحزن متفاعلاً مع قضيته، لتنتهي القصيدة بما بدأت به من محسنات لفظية وجمالية.
سلطان العميمي ورغم ما في قصيدة حامد من ألم؛ إلا أنه أبدع برسم مشهد يحمل هماً شخصياً ووطنياً وعربياً يرتبط بما يحدث من مآسي، فقد استغرق الشاعر خلال القصيدة وفي غالبية الأبيات في الوصف الدقيق الذي تميز به، إلى جانب تميزه بالشعرية، وما استوقف العميمي في قصيدة حامد ازدحامها بالشخوص، ووجود صور تستحق الوقوف عندها طويلاً.
أبدى حمد السعيد إعجابه بالنص، وقال إنه جميل، وفيه سيناريو درامي لأحداث المخيم، وداء التسلسل في القصيدة جميلاً رغم الألم الموجود فيه، والشاعرية الكبيرة التي يحملها، أما مدخل النص فهو مؤلم وينبئ بألم متتالٍ فيه، وختم السعيد رأيه بالقول لحامد إنه صاحب قضية، وهذا المنبر - أي منبر شاعر المليون - بحاجة إلى مثل تلك النصوص.
شعرية الحجري المبهرة
سعيد الحجري كان ثاني الشعراء الذين قدموا إبداعاتهم في أمسية الشعر والمشاعر، فألقى نصاً حول الإبداع الشعري، وقال:
الشمس من حنّت سعف روس النخيل اقفت تجر اخيوطها فوق التلاع
واقفيت وأركون الشجر ما لها ظليل والشوف ينزل وارتفع حسن السماع
لوين؟ ما ادري ساري تايه سبيل من ضلعي لضلعي شعوري في صراع
ثم تحدث عن القصيدة من خلال البيتين التاليين:
دام القصيدة بنت شاعرها خليل تحشم مثل ما تحشم امّات القناع
من حقها ليكون شاعرها بخيل ومن حق شاعرها عليها الانصياع
ليختم في النهاية ببيتين قال فيهما:
مولودة من رحم شبه المستحيل وابها ثلاث أفواه صداحه وساع
تهدر غضب تصهل فخر تعزف هديل وتسبح مع الارواح لي يودع الوداع
مطلع القصيدة جميل جداً حسب رأي الناقد سلطان العميمي الذي ألفى التقاطة الشاعر جميلة منذ البيت الأول في القصيدة التي انقسمت إلى قسم كان عبارة عن مقدمة مكونة من أربعة أبيات تحمل خصوصية مرتبطة بالشاعر شخصياً، أما في القسم الثاني من القصيدة فقد اختفى صوت الذات، واتجه الحجري فيه نحو طرح الفلسفة بصورة تنظيرية، ولو أنه جمع بين القسمين لكانت الجمالية أكبر، ومن جهة ثانية أشار العميمي إلى أن بالإمكانية قراءة القصيدة سيميائياً بما فيها من لون وصوت ورسم وحركة، ما اضفى عليها جمالية كبيرة.
من جانبه أشار حمد السعيد إلى إبداع الحجري في القصيدة ذات الموضوع البسيط، والذي جسده بإبداع شعري لم يسبق له مثيل، إذ أشبع الشاعر القصيدة وصفاً، وبالتالي يمكن اعتباره الشاعر الوفي للقصيدة ذات المطلع الجميل جداً، والذي وضع المتلقي في جو النص وفي السيناريو الموجود فيه بما يشتمل عليه من صور جميلة، والحجري في ذلك النص – كما قال السعيد - أحضر أجمل ما في الشعر.
جاء رأي د. غسان الحسن متوافقاً مع الرأيين السابقين، فمطلع القصيدة - برأيه - غاية في الروعة والجمال تصويرياً وأسلوبياً، حيث لجأ الشاعر إلى استخدام الكنايات التي تحمل معنى واضحاً سطحياً، وآخر مكنّى مخفياَ، الأول تمثل في شمس النهار، الثاني تمثل في شمس الأصيل، كما كانت الشعرية في القصيدة مبهرة من حيث تصوير الجزئيات والكليات.
رثائية بلون جديد
إلى روح صديقه وابن عمه الشاعر والإعلامي فريج العقيلي أهدى عبدالله مدعج المطيري رثائيته التي كاد يبكي فيها لفرط شعوره بالفقد والوحشة التي بدأ فيها نصه حين قال:
موحش العمر وأيامي مرار ونكد قالوا الدمع راحه بس عيّا يريح
أربع سنين كنّ الكون ما فيه أحد والمدى كنّه أصبح في عيوني ضريح
غبت غابوا معاك الناس غاب البلد غاب الاحساس بالاحساس عند الجريح
واستمراراً لمشاعر الحزن التي غلبت الشاعر قال:
كبر الحزن في صدري ودمعي سجد بس ف الذاكرة دمعة وعيت تطيح
ما ترجلت عن صهوة خيالي أبد عطر ذكراك باقي حي في كل ريح
ترحل الناس وانت الراحل اللي خلد يا كريم لغير الله بهمه شحيح
وبصور بليغة أنهى نصه إذ قال في ختامه:
ليت للموت موت، يموت مثلك بعد يكفي أنه خذا مثلك لمثله نطيح
لكن الموت يسعى ف الزمن للأبد كل لحظة وله بين الأوادم فحيح
فاقد الحي مهما يفتقد ما فقد فقد الاموات هو فقد الحياة الصحيح
حمد السعيد وصف النص بأنه يدل على الوفاء للمتوفى، ولأن الشاعر عبدالله متكامل شخصاً وشعراً فقد جاء بنص رثاء اعتبره السعيد من أجمل نصوص الرثاء، ففيه تفاعل كبير، وإحساس عالٍ، وعلى الرغم من أن المرثيات نمطية ومباشرة عادة، لكن عبدالله أورد في كل بيت تجديد، وشكل النص حالة من الجزالة، كما تضمن أبياتاً لم يسبقه إليها أحد في وصف الغياب والفقد والموت والدفن، كما ربط بشكل جميل جداً بين الصور، والأبيات بمجملها يعجز اللسان عن وصف الجمال الموجود فيها.
د. غسان الحسن قال إن الرثاء اكتسب في ذلك النص لوناً جديداً، ولم يسر الشاعر فيه على التقليد المتبع في مديح أو رثاء الأموات والمفقودين، وما ميز نص عبدالله الجمال الموجود في كل بيت، ففيه أسقط ما في نفسه من حزن على الطبيعة وما فيها من وحشة ومدى وغياب وغير ذلك، أما الأبيات الأخيرة وعلى الرغم من تكرار بعض المفردات - وتحديداً الموت والفقد بين أربع وخمس مرات – إلا أن المطيري بذاك التكرار جلب الجديد.
سلطان العميمي أكد أن أحداً لم يأت بهكذا نص رثائي في المسابقة بما فيه من جمال شعري يحمل كماً كبيراً من الألم والصدق والشعر والإحساس، وقد وصف العميمي النص أنه ناضج متكامل، مكتوب بإبداع شعري، وهكذا الشعر وإلا فلا.
إلى روح صديقه وابن عمه الشاعر والإعلامي فريج العقيلي أهدى عبدالله مدعج المطيري رثائيته التي كاد يبكي فيها لفرط شعوره بالفقد والوحشة التي بدأ فيها نصه حين قال:
موحش العمر وأيامي مرار ونكد قالوا الدمع راحه بس عيّا يريح
أربع سنين كنّ الكون ما فيه أحد والمدى كنّه أصبح في عيوني ضريح
غبت غابوا معاك الناس غاب البلد غاب الاحساس بالاحساس عند الجريح
واستمراراً لمشاعر الحزن التي غلبت الشاعر قال:
كبر الحزن في صدري ودمعي سجد بس ف الذاكرة دمعة وعيت تطيح
ما ترجلت عن صهوة خيالي أبد عطر ذكراك باقي حي في كل ريح
ترحل الناس وانت الراحل اللي خلد يا كريم لغير الله بهمه شحيح
وبصور بليغة أنهى نصه إذ قال في ختامه:
ليت للموت موت، يموت مثلك بعد يكفي أنه خذا مثلك لمثله نطيح
لكن الموت يسعى ف الزمن للأبد كل لحظة وله بين الأوادم فحيح
فاقد الحي مهما يفتقد ما فقد فقد الاموات هو فقد الحياة الصحيح
حمد السعيد وصف النص بأنه يدل على الوفاء للمتوفى، ولأن الشاعر عبدالله متكامل شخصاً وشعراً فقد جاء بنص رثاء اعتبره السعيد من أجمل نصوص الرثاء، ففيه تفاعل كبير، وإحساس عالٍ، وعلى الرغم من أن المرثيات نمطية ومباشرة عادة، لكن عبدالله أورد في كل بيت تجديد، وشكل النص حالة من الجزالة، كما تضمن أبياتاً لم يسبقه إليها أحد في وصف الغياب والفقد والموت والدفن، كما ربط بشكل جميل جداً بين الصور، والأبيات بمجملها يعجز اللسان عن وصف الجمال الموجود فيها.
د. غسان الحسن قال إن الرثاء اكتسب في ذلك النص لوناً جديداً، ولم يسر الشاعر فيه على التقليد المتبع في مديح أو رثاء الأموات والمفقودين، وما ميز نص عبدالله الجمال الموجود في كل بيت، ففيه أسقط ما في نفسه من حزن على الطبيعة وما فيها من وحشة ومدى وغياب وغير ذلك، أما الأبيات الأخيرة وعلى الرغم من تكرار بعض المفردات - وتحديداً الموت والفقد بين أربع وخمس مرات – إلا أن المطيري بذاك التكرار جلب الجديد.
سلطان العميمي أكد أن أحداً لم يأت بهكذا نص رثائي في المسابقة بما فيه من جمال شعري يحمل كماً كبيراً من الألم والصدق والشعر والإحساس، وقد وصف العميمي النص أنه ناضج متكامل، مكتوب بإبداع شعري، وهكذا الشعر وإلا فلا.
جمال الدلالات والتفصيلات
عساف التومي حل رابعاً بين الشعراء، وهو الذي اعتذر عن عدم الحضور في الحلقة الماضية لمصاب ألمّ بأحد أفراد عائلته، أما ليلة أمس فقد ألقى نصاً وطنياً قال في مطلعه:
عصاية عقب ما شامت وأبو شم شام في ليلة جوها أضيق من عيون البخيل
جت مثل يا رب تردفها الإجابة شمام دمعة نبيل تسامت يوم عيت تسيل
جت من بياض النوايا والبرد والغمام وخفاق اخضر معه خضر الخوافق تميل
واخت الحيا والحلى وأم العبي واللثام وأخو العيال وهل البسام وأهل الصقيل
ثم ختمه بأربعة أبيات قال فيها:
من ينطح الموت؟ قلنا كلنا يالامام في ليلة صدرها وباله طويل
يا موطني والكلام اللي عليه الكلام انت انت والله ولا قلبك ولا لك قبيل
ترفع لك كفوف شيبان بصلاة القيام ونفرك لك كبود عدوان قهرها محيل
حنا معاك ومع اللي معك برد وسلام ومع من يعاديك وقفتنا زناد وفتيل
د. غسان الحسن وجد أن تفاعل الشاعر مع نصه كان جميلاً جداً، وقد أضاف إلى القصيدة الكثير خلال الإلقاء، وهي التي تحمل من الدلالات الرائعة جداً وفي أزمان مختلفة، كما لعب الشاعر في قصيدته الجميلة على بعض التفصيلات والأشكال والألوان الموجودة على العلم.
سلطان العميمي أثنى على شموخ النص الذي قدمه عساف التومي، وعلى الحضور الرائع للشاعر على خشبة المسرح، فقدم للمتلقي رسالة واعية مليئة بالحس الوطني، والنص الذي يشتمل على أبيات مباشرة كان بمثابة رسالة واضحة من البداية إلى النهاية، إذ لم تكن هناك حواجز بينها وبين المتلقي، كما بد النص متين البناء، ما جعله من أميز نصوص المسابقة.
حمد السعيد أعجب بكم المتضادات التي تركت أثرها في النص، وبكيفية لعب الشاعر عليها وبها، فجاء النص الوطني محكماً.
ما وراء الكلام
مع علي القحطاني خامس المتنافسين ليلة الأمس؛ استمع الجمهور إلى قصيدة غزلية واستمع بها، إذ استرسل الشاعر خلالها في وصف حاله، وبما أصابه من تفكير وسهاد فقال في فاتحة نصه:
لفاني السهر يسحب ردونه على المعتاد وقربت له مركى السوالف السوالف وحييته
بهذا البيت بدأ علي القحطاني نصه الغزلي، مبدياً المشاعر التي طفحت داخله، والحال التي وصل إليها، فقال:
تنصى العيون اللي غدت له مضيف اجواد وتعشى الكرى اللي مبطي ما تعشيته
يجيني لحاله في يده شنطتين سهاد حشى ما أذكره انه جاب شيء تمنيته
حلالاه لو انه بحلو البشاير جاد عن اللي الدقايق تنتظره وتمنيته
وأضاف في متن القصيدة التي لفتت انتباه اللجنة، وألفت إعجاباً منهم:
لو اني ابصبر عنه ما تصبر البغداد على الجمر تشره غرته لو تناسيته
إلى انسل ليله من ورى ثغره الوقاد تمرجح سنيني بين عله ويا ليته
عسى حب غصن حد طيره على المعواد يجيبه على درب أمنياتي لا ناديته
ليختم بأبيات قفل بها نصه الغزلي:
لو ان الغلا في صبته كان فاض وزاد مثل يوم قلبي امتلا بك وصكيته
تقيدت بقياسه وشوقي طليق قياد لكن طالبك لا لا تهزه لا مديته
ما دام السهر ما جابك ولا لفى برقاد لا يزعل لا شفته عند بابي ومشيته
والقصيدة متميزة كما رآها الناقد سلطان العميمي، فمنذ بيتها الأول وحتى بيتها الأخير ثمة جمال في التصوير، فالخاتمة لم تقلّ تميزاً عن مطلعها، وما تمتاز به قصيدة علي هو التفرّد، بالإضافة إلى توافر التكثيف بعيد عن الحشو في بعض أبياتها، ومن جهة ثانية تجسدت البيئة في الكثير من أبيات القحطاني التي تستحق الإشارة والإشادة.
حمد السعيد أكد على ما في أبيات النص من جمال، ومن تسلسل واضح من أول بيت فيه إلى آخر بيت، كما أشار إلى أبيات البداية والختام المتقنة صنعة وتصويراً.
النص عبقري كما وصفه د. غسان، والذي اكتشف أن هناك ما وراء الكلام العادي البسيط من جمال ومعانٍ لافتة، إلى جانب الأنسنة الموجودة في النص للأشياء، ومن بينها الوقت، الدقائق، الغياب، الوصال، والحديث، فبدت تلك الأشياء وكأنها شخوص حية، ومن خلال ما في النص من مفردات – حتى وإن كانت مكررة – فقد استطاع الشاعر أن ينسج من الخيوط التي حوله عقداً جميلاً وقصيدة رائعة، وصفها د. غسان بأنها من النصوص السهلة الممتنعة.
دلائل وتصوير وإضافات
من على ضفاف الشوق بدأ محمد العرجاني مطلع نصه الذي لم يقل فيه أعضاء لجنة التحكيم الكثير، ليس لضعف فيه، إنما لإبداع وابتكار، وقد قال في الأبيات الأربعة الأولى من نصه:
على ضفاف الشوق ودموع الحزن على وصول صدري من الطعنات مرسى والجروح الامتعة
أدور الفرحة سلف وألقى الحزن دربه يطول حتى عرفت ان الفرح يلبس من الحزن اقنعه
يومي أعيشه بين تفكير ومتاهات وذهول تجمعت في أسوء احوالي وعشت بمعمعه
فني نزيف جوح وطيوف الشقا عيت تزول تايه ورى طرد السراب وضاع عمري اتبعه
ثم قال في الخاتمة:
لو انه ذرة غلا ولا إنه يعرف الأصول ما كان ينسى اللي عطاه القلب أمانه وأودعه
ما عاد باقي يا ضفاف الياس عبدي له حلول لا صرت أنا ماني معه وش فايدة قلبي معه
دام القدر بعثر بقايا حبنا وش عاد أقول أبا اغفي عن واقعي عساي ف الحلم اجمعه
حمد السعيد وصف الشاعر بأنه مبدع، وقد أجاد بكتابة نص رومانسي عاطفي رائع يتضمن مشاعر جميلة جسد فيه الشاعر الفراق بإبداع.
من ناحيته أشار د. غسان الحسن إلى ما في النص من دلائل وتصوير شعري أضافت الشيء الجديد، حتى التكرار في بعض المفردات جاء لصالح النص، وكذلك تركُ السؤال المفتوح على المستحيل، والذي يجسد الشطر الذي قال فيه (ما عاد باقي يا ضفاف الياس عبدي له حلول)، في حين عاد الشاعر من خلال الشطر الأول في البيت الأول إلى بيئته التي عاش فيها.
ومن وجهة نظر سلطان العميمي فقد جاء نص العرجاني منساباً سلساً وعذباً، كما وصفه أنه سهل ممتنع، فيه صور شعرية وصياغات جميلة، وما لفت انتباه د. الحسن هو المطلع، وكذلك البيت ما قبل الأخير، والشطر الأخير كذلك، ففيهما توظيف موفق، وجمال شعري، أما حضور الشاعر فكان مميزاً.
على ضفاف الشوق ودموع الحزن على وصول صدري من الطعنات مرسى والجروح الامتعة
أدور الفرحة سلف وألقى الحزن دربه يطول حتى عرفت ان الفرح يلبس من الحزن اقنعه
يومي أعيشه بين تفكير ومتاهات وذهول تجمعت في أسوء احوالي وعشت بمعمعه
فني نزيف جوح وطيوف الشقا عيت تزول تايه ورى طرد السراب وضاع عمري اتبعه
ثم قال في الخاتمة:
لو انه ذرة غلا ولا إنه يعرف الأصول ما كان ينسى اللي عطاه القلب أمانه وأودعه
ما عاد باقي يا ضفاف الياس عبدي له حلول لا صرت أنا ماني معه وش فايدة قلبي معه
دام القدر بعثر بقايا حبنا وش عاد أقول أبا اغفي عن واقعي عساي ف الحلم اجمعه
حمد السعيد وصف الشاعر بأنه مبدع، وقد أجاد بكتابة نص رومانسي عاطفي رائع يتضمن مشاعر جميلة جسد فيه الشاعر الفراق بإبداع.
من ناحيته أشار د. غسان الحسن إلى ما في النص من دلائل وتصوير شعري أضافت الشيء الجديد، حتى التكرار في بعض المفردات جاء لصالح النص، وكذلك تركُ السؤال المفتوح على المستحيل، والذي يجسد الشطر الذي قال فيه (ما عاد باقي يا ضفاف الياس عبدي له حلول)، في حين عاد الشاعر من خلال الشطر الأول في البيت الأول إلى بيئته التي عاش فيها.
ومن وجهة نظر سلطان العميمي فقد جاء نص العرجاني منساباً سلساً وعذباً، كما وصفه أنه سهل ممتنع، فيه صور شعرية وصياغات جميلة، وما لفت انتباه د. الحسن هو المطلع، وكذلك البيت ما قبل الأخير، والشطر الأخير كذلك، ففيهما توظيف موفق، وجمال شعري، أما حضور الشاعر فكان مميزاً.
جمال في نظم المفردات
هلال الشمري وفي قصيدته (سمر الهوادي) كان ختام الجمال ليلة أمس، فقد ألقى الجزء الأكبر من قصيدته غناء، وهي التي قال فيها بكاء على الأطلال:
جروحي على مدخل كهوفه يموت النوم عليهن مغمض ليل ما يرفع جفونه
على مغزل ايامي سنيني تغزل هموم خيوطه ربح ورقاب الآمال بعيونه
يلوّعني الواقع كما لوعة المفطوم والآهات في صدري له سنين مسجونه
ثم قال في متن القصيدة:
صفير الخلا فيها بحث من خفاي علوم وقول العجب ما كنّ الاقفار مسكونه
تجاوبني العبره خرز دمعها ملظوم على منحر الذكرى فرط هلة مزونه
أويلاه يالدنيا كثر ما قلعتي قوم يا ليت الدهر يمشي معانا على هونه
ومن خلال استعادة قصة واقعية ختم قصيدته بالأبيات:
تذكرت ساري واعترف له علينا لوم إذا شير ما ينساه واحباب ينسونه
وتيمّنت بالنية مع حوبة المظلوم عسى دعوتي ما ينجب باب من دونه
وقطعت الرجا إلا من الواحد القيوم لان البشر ياكل من الزاد ويخونه
وعن تلك القصيدة قال د. غسان إنها رائعة، ذاتية عاطفية وجميلة، تذهب إلى الحسرات والهموم التي يعيشها الشاعر، هموم الوطن والصبا والماضي والحاضر، إذ تزدحم القصيدة بكلمات تعبر عن ذلك، وما يميز القصيدة كذلك سعة المفردات الموجودة فيها والتي تمكن الشاعر من نظمها.
والقصيدة من النوع الذي يحتاج إلى مفردات كثيرة لتنوع الأساليب الواردة فيها، في حين جاء الشاعر بتصوير شامل عن شخص يريد الفرج، وعرّج في قصيدته على أبيات تحمل أسلوب الاستغاثة أو الندبة، وهو من الأساليب الدارجة على الألسن، لكن قلما يأتي بها الشعراء، من جهة ثانية أشار د. الحسن إلى قصة سار ي وكلبه التي أوردها الشاعر في النص، ووظفها فيما أبدع بمنتهى الدقة.
سلطان أشار إلى ارتباط الشاعر بالمكان بشكل عام من خلال المفردات، وهذا ما بدا واضحاً من خلال ما قدمه على مدار المسابقة، فالمكان له وجوده في قصائد هلال، وفي ذلك شيء من الخصوصية التي تحسب له، وأضاف العميمي أن في النص نضج، وابتكارات في الصياغات، وتصوير شعري وحركي أعطيا النص قيمة كبيرة تدل على نضج تجربة الشاعر، وعلى علاقته بيئته وبمفرداتها، أما حمد السعيد فقد ختم بمثل ما قال العميمي، إذ أكد على جمالية النص الوجداني الذي قدمه هلال.
ارتجال.. معايير.. ختام
بعد انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم الرئيسة في حلقة ليلة أمس عادوا إلى خشبة المسرح ليلقوا أبيات الارتجال، وقد اتفق أعضاء لجنة التحكيم على أن الجميع أبدع من حيث الفكرة والوزن والقافية واللون، فاختلفوا في كل ما سبق، واتفقوا في حب الوطن.
وقبل اختتام الحلقة الأخيرة من المرحلة الثانية تحدث العميمي عن أحد معياري التنافس في المرحلة الثالثة التي ستبدأ أولى حلقاتها الأسبوع المقبل، حيث يتطلب المعيار الأول من الشعراء الواصلين إلى المرحلة الثالثة أن يأتوا بقصيدة بذات شروط المرحلة السابقة، أي أن تكون حرة الوزن والقافية والموضوع، وبين 10 و15 بيتاً.
أما المعيار الثاني فقد تركه للإعلان عنه في الحلقة القادمة التي سيتنافس فيها خمسة شعراء من الشعراء الـ 15 الذين عُرف منهم حتى الأن 12 شاعراً وسيُكشف مطلع الحلقة القادمة أولى حلقات المرحلة الثالثة عن أسماء الثلاثة الباقيين.
والجدير بالذكر أن مسابقة وبرنامج "شاعر المليون" هي من تنظيم وإنتاج لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، تعمل على الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات، وعلى إعادة الاهتمام بالشعر الشعبي.
وقد انطلقت المسابقة سنة 2006 مستقطبة منذ لك التاريخ ملايين المشاهدين والمتابعين من عشاق الشعر الشعبي، بالإضافة إلى استقطابها اهتماماً إعلامياً محلياً وإقليمياً ودولياً.
والمسابقة اليوم تشهد دورتها السادسة، وهي تشهد تنافساً حاداً بين الشعراء المشاركين، على اختلاف مدارسهم الشعرية، ومستوياتهم الإبداعية التي يكشفون عنها خلال عدة أشهر، أما الحلقات الحاسمة فهي حلقات البث المباشر التي يتم بثها على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي – الإمارات من شاطئ الراحة بأبوظبي، وسوف يحظى الفائز بالمركز الأول بفرصة الاحتفاظ ببيرق الشعر، وبحمل لقب شاعر المليون، وبجائزة مادية قيّمة تصل إلى 5 ملايين درهم إماراتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق