لم يكن "لحظة نضال" الفيلم القصير الحائز المركز الثاني في مسابقة mbc للأفلام القصيرة من إخراج خبير ذي باع طويل في فنون السينما، ولم يدرس مخرجه حينها الإخراج السينمائي، لكنها دارين سلام الشابة الأردنية التي تعدّ من أصغر الشباب في صناعة الأفلام القصيرة.
دارين سلام قالت انها حققت بفوزها طموحها بأن تواكب عجلة الإنتاج الفيلمي والسينمائي، فهي لم تكتف بهذا القدر من التميّز بحصولها على جائزة دبي للأفلام القصيرة، بل تستعدّ الآن لإخراج أول عمل روائي طويل.
كتابة السيناريو والرؤية الإخراجية وعضوية جمعية المصورين الأردنيين، إضافة إلى أنها أصبحت مؤخرا عضوا في نقابة الفنانين الأردنيين، إسهامات متصاعدة في طريق الوصول إلى النجومية العالمية وليس العربية فقط، وحسب متابعين مختصين كثيرين من الوسط الفني والإعلامي فإن دارين قصة نجاح بدأت بدون مرجعية علمية أو خبرة تدريبية مكثفة وهذا ما يشهد لها على صعيد إنتاجها المستمر.
وشاركت سلّام في صناعة أفلام وصلت الآن في تجوالها إلى مهرجانات في دول مختلفة ابتداء من الاردن، تونس، المغرب، الجزائر،الامارات، فرنسا، ايطاليا، سويسرا، اليابان، الولايات المتحدة الامريكية، الفلبين ولا تزال تجول العالم، جوائز عديدة قالت عنها دارين انها أعمال متواضعة أمام نظرتها إلى مستقبل تأمل أن يكون مفعما بالعطاء، ومفعما بكل ما هو جديد.
وعن دافع دخولها هذا العالم المعروف بصعوبة تسجيل البصمة الحقيقية لكثرة ما فيه من عوائق وصعوبات، قالت دارين انها لا تذكر أنها قررت يوما من الايام ان تدخل لهذا العالم، وانما وجدت نفسها تعمل على إخراج قصة صغيرة كانت قد كتبتها بعمر صغير بمساعدة والدتها وهي بعنوان "لحظة نضال" وكان لوقع هذه التجربة الأولى، إحساس بجمالية التجربة العفوية والتلقائية فهي لم تفعل شيئا يذكر، ولم يكن لها هوس الدخول في أبواب الشهرة السينمائية، لكنها عندما أدركت أنها تروي قصتها بنفسها، قررت الدخول إلى عالم تريد فكّ شيفرة النجاح فيه.
"لحظة نضال" يحصد المركز الثاني في الوقت الضائع
قصة فوز دارين سلام في مسابقة الأفلام شاهدة على تميز هذه الشابة الصغيرة بالإمكانات فقد قالت "من اجمل القصص التي شجعتني جدا هي قصة فوز اول فيلم قصير لي في مسابقة قد نسقتها مجموعة ام بي سي في دبي، كنت جالسة امام التلفاز اتابع ام بي سي فرأيت اعلانا عن مسابقة للافلام وشرط المسابقة ان تكون مدة الفيلم عبارة عن دقيقتين، فتذكرت ان فيلمي مدته دقيقتين فحاولت ان ادخل الموقع الالكتروني لأشارك في المسابقة ولكني لم اعرف اذا ما كان موعد التسجيل قد انتهى او لا يزال باب التسجيل مفتوحا فحاولت الاتصال بالـ ام بي سي في دبي لأسألهم ولكني لم اعرف من الشخص المعني، وبالتالي تم تحويلي من شخص لاخر وانتهت بطاقة شحن هاتفي قبل ان اصل الى الشخص المسؤول عن المسابقة، في اليوم التالي ايضا حاولت ولم افلح، كنت قد فقدت الامل حتى قررت بعد عدة ايام ان احاول للمرة الاخيرة ثم تم تحويلي الى الشخص المسؤول عن المسابقة الذي اخبرني ان موعد التسجيل قد انتهى منذ بضعة ايام، فاخبرته انني كنت احاول طوال الايام السابقة ان اتواصل معهم، وان فيلمي قوي وانهم سوف يحبونه وانه افضل من كثير من المشاركين، قلت ذلك دون ان افكر، صمت قليلا ثم قال لي"من الافضل ان يكون لديك فيلم جيد كما تقولين" وطلب مني ارسال الفيلم الليلة، بعد ان اقفلت الهاتف.
فكرت فيما فعلت وشعرت بالخوف والمسؤولية، فان فيلمي متواضع جدا وبسيط جدا من ثم تذكرت ان الفيلم لا يحتوي على موسيقى ابدا، فاتصلت بصديقي احمد سمارة وهو ايضا صانع افلام وطلبت منه ان يساعدني بأن نختار اية قطعة موسيقية مناسبة للفيلم وبالفعل قد اختار لي موسيقى وأرسلت الفيلم في الليلة نفسها.
وبعد بضعة ايام رنّ هاتفي لأجد رقما اماراتيا فأجبت وإذ به الشخص نفسه الذي تحدثت إليه يخبرني بأنه تسلم الفيلم، وبدأت دقات قلبي تتسارع، فقال لي من الافضل ان تباشري بحزم امتعتك فان فيلمك من الافلام الـ١٠ الافضل، لم اصدق نفسي، كنت ما ازال صغيرة وطرت من الفرح، و عندما وصلت الــى دبي حصل فيلمي على المركز الثاني.
كانت دارين قد درست تخصص التصميم الجرافيكي في جامعة العلوم التطبيقية حينها، ولم تحتو الجامعة آنذاك على تخصص الإعلام أو الإخراج السينمائي، لكنها فازت ونالت الجائزة وحققت الانتصار بإرادة الطموح، ثم كان هذا الدافع لأن تدرس الإخراج السينمائي فيما بعد.
اول اعمال المخرجة دارين سلام كما قالت لـ "العرب اليوم" هو فيلم قصير اسمه "لازلت حيا"، وهو فيلم صامت مدته اربع دقائق، ويتحدث عن الحرب بشكل عام وفي اي مكان كان، ويتناول الفيلم بعض الرموز، وقد قامت بإهداء هذا الفيلم إلى الأشقاء في سورية في ظل هذه الظروف خاصة بأن الفيلم يدعو للتفاؤل والبقاء وإعادة البناء.
هناك العديد من القضايا الحساسة تقول دارين التي يجب التعامل معها وطرحها بطريقة معينة، بعض الافكار تتناول الحرب والسلام وبعضها يتناول فكرة التعصب في المجتمعات، وهي مستعدة دائما لاي نوع من الافلام اذا ما كان يحمل معنى وقيمة.
وبدأت سلام بكتابة فيلم روائي طويل تستعد لأن يكون أحد إبداعاتها القادمة، حيث كتبت معالجة درامية اسمه "فرحة"، ولا تزال تعمل علـى كتابة النص، ولكنها لا تعتقد انه سيكون اول فيلم روائي طويل لي فهو بحاجة للكثير من التطوير والوقت، أما في الوقت الحالي فهي تشارك ضمن طاقم قسم الإخراج لإنتاج عمل "بدوي"، وبهذا المتسع من الوقت تنتظر دارين على نار هادئة في كل عمل تقوم به حتى ينتج لها التميز والجوائز، وبهذا ترفع قصة نجاحها إلى القمة كما ترفع اسم بلادها عاليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق