الأربعاء، 16 أبريل 2014

“قناع الغرغون” يعود إلى الجزائر بعد 18 سنة سرقة.. تومي: لا بد من كشف الأطراف الداخلية المتواطئة في السرقة




أفصحت خليدة تومي، وزيرة الثقافة لدى رفعها الستار عن “قناع الغرغون” العائد إلى الجزائر بعد 18 سنة من سرقته   بتونس، أن التحريات والبحوث الأمنية يجب أن تتواصل للتعرف على “مدى تواطؤ الأطراف الداخلية” في ترحيل هذا التراث الوطني. تم ذلك أول أمس الاثنين بالمتحف العمومي للآثار القديمة بالعاصمة. 
عودة القناع الأثري “الغرغون” إلى الجزائر يعتبر في نظر المسؤولة الأولى عن الثقافة بمثابة “النجاح” الذي يعود فضله “للعزم ويقظة وانسجام” المصالح المختصة لوزارتها بالتنسيق مع فرقة الأمن الوطني المكلفة بمحاربة المتاجرة غير المشروعة بالممتلكات الثقافية، وكذا مصالح الأنتربول ووزارتي الخارجية والعدل. القطعة التي تزن أكثر من 400 كلغ سرقت من موقعها الأثري هيبون بعنابة سنة 1996، وحولت إلى تونس وظلت هناك إلى غاية 2011، حينما كشف الإعلام التونسي بعض ممتلكات أسرة الحاكم السابق زين العابدين بن علي. وعن حيثيات السرقة صرحت تومي في كلمتها أمام حضور دبلوماسي ووزاري متنوع بالقول: “إن سرقة قناع الغرغون في ذلك الظرف الاستثنائي لم يكن بالنسبة للشعب الجزائري سرقة عادية ولا شكلا من أشكال المتاجرة غير المشروعة بالممتلكات الثقافية، بل غدرا في الظهر في الوقت الذي كان فيه منهمكا في العمل على إنقاذ الجزائر كدولة وأمة ومجتمع”. مذكرة بما أسمته “نزيف تراثي حقيقي في مناطقنا الحدودية”، بدءا بتونس حيث تم تمرير القطعة الضخمة أمام أعين أناس من داخل الوطن ساهموا في تهريبها. علما أن سرقة القناع لم تكن الحالة الوحيدة نحو تونس، ما يعني أن مساعي استرجاع قطع أخرى سارية إلى حين ضمان عودتها.
لم تكتف تومي برؤية “الغرغون” في مكانه بالمتحف العمومي للتحف القديمة، إذ أكدت بعد عرض فصول الرحلة المكوكية من 1996 إلى 2014، أن “المعلومات غير كاملة وأن عديد من المعلومات الأخرى هي قيد الدراسة والبحث، كما أن الموضوع يثير العديد من الأسئلة ويتطلب مزيدا من التحريات والبحوث المرتبطة بإشكالية السرقة والمتاجرة غير المشروعة بالممتلكات الثقافية”، محملة الهيئات الوطنية الأمنية “مسؤولية” مواصلة العمل. وهو ما سيكشف حسبما شددت عليه تومي في كلمتها- “تواطؤ الأطراف الداخلية ومدى الأضرار والخسائر الملحقة” بالقطعة الأثرية.
في انتظار أن تكشف المصالح المخولة، هوية الجماعة المساهمة في تحويل القناع خارج البلاد، قطعت “ميدوسا” ابنة “فورسيس” و«سيتو” طريقا طويلا، كتب في عشرة فصول حسب تقرير وزارة الثقافة، سردت فيه الإجراءات القانونية لاسترجاع الممتلك الوطني الجزائري.
جدير بالذكر أن قناع غرغون، اكتشف سنة 1930 أثناء الحفريات التي قام بها عالم الآثار شوبو بالقرب من الساحة العامة لهيبو ريجيوس بمدينة عنابة، وهو قطعة مصنوعة من الرخام الأبيض وكان يزين واجهة النافورة العمومية. تقول الأسطورة إن “ميدوسا” كانت تمارس سحرا كبيرا على من يطيل النظر إلى عينيها، فيتحول إلى حجر من شدة الرعب. ميزتها وجه ممتلئ، عينان واسعتان وشعر كثيف، كانت مختلفة عن أخواتها بتصويرها بوجه جميل وذلك قربها إلى الصورة البشرية منها إلى المسخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق