منقول
أخيرا ترجل صاحب" مئة عام من العزلة" فارس أمريكا اللاتينية وساحرها الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز. رحل صاحب جائزة نوبل أحد أعظم أدباء العالم في القرن العشرين إن لم يكن أعظمهم. يُجمع النقاد بأنه كاتبا مسكونا بالحب والجمال، أدخل القراء عبر أعماله الروائية في عالم مترع بسحر الأدب، إذ يراوح بين ذلك الخيط الرفيع من الواقع والخيال المدهش الخيط الرفيع من الواقع والخيال المدهش. وتوفي الراحل الكولومبي ماركيز في منزله بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي عن عمر يناهز 87 عاما.
ماركيز يكتب رسالة وداع !
يقول النقاد، بأنه على الرغم من سطوة المرض بقيت روح المبدع لدى ماركيز متقدة وحية، فكتب رسالة وداع حارّة إلى محبيه انتشرت عبر الإنترنت وتناقلها عشاقه ومريدوه. يقول فيها "لو وهبني الله حياة أطول لكان من المحتمل ألا أقول كل ما أفكر فيه، لكنني بالقطع كنت سأفكر في كل ما أقوله.. كنت سأقيّم الأشياء ليس وفقاً لقيمتها المادية، بل وفقاً لما تنطوي عليه من معان.. كنت سأثبت لكل البشر أنهم مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، بينما هم في الحقيقة لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب..".
مئة عام من العزلة
ماركيز مع فيدل كاسترو
اشتهر المؤلف برواية "مئة عام من العزلة". وقد بيع أكثر من 30 مليون نسخة من الرواية التي نشرت في عام 1967. كما اشتهر بالعديد من الروايات منها ""الحب في زمن الكوليرا"و"وقائع موت معلن" و"الجنرال في متاهته" وغيرها. ورغم أن ماركيز اشتهر روائيا فإنه بدأ حياته صحفيا مثل الروائي الأميركي أرنست همنغواي، وعمل مراسلا في عدد من البلدان الأوروبية، وكتب أيضا القصة القصيرة والشعر، وهو الذي أعطى أدب أميركا اللاتينية زخما وشهرة كبيرين، وكان رابع أديب أميركي لاتيني يحقق جائزة نوبل (1982) بعد ميسترال وأوستاريس وبابلو نيرودا.قدم ماركيز عام 2002 سيرته الذاتية في جزئها الأول بعنوان "أعيش لأروي"، إذ تناول فيه حياته حتى عام 1955. وحقق الكتاب في نسخته الإسبانية مبيعات كبيرة، ونشرت الترجمة الإنجليزية لمذكرات ماركيز على يد الصحفي الأميركي إيدث غروسمان عام 2003، كما نشرت روايته الجديدة "ذكريات غانياتي الحزينات".في هذه الفترة التي يعاني فيها ماركيز من المرض والخرف ويراها المتابعون "موتا غير معلن" للروائي الأشهر، تبقى بصمته الأدبية على الصعيد العالمي معلنة في هذه الفترة التي يعاني فيها ماركيز من المرض والخرف ويراها المتابعون "موتا غير معلن" للروائي الأشهر، تبقى بصمته الأدبية على الصعيد العالمي معلنة وواضحة وبراقة. كما مثلت روايته "خريف البطريرك" قصيدة أدبية مذهلة ضد الدكتاتورية وحكم الفرد الذي عشش في عدد من بلدان أميركا اللاتينية، جاءت بأسلوب يجمع بين الموسيقى والشعر والمشهدية السينمائية، حكاية دكتاتور كلّي الوجود وسلطته أبدية أيضا، يعلن حالة حرب ضد الجميع ويصفي كل منافسيه وخصومه وفق مقولة "عاش أنا"، غير أنه في النهاية يجد نفسه في مواجهة الموت، لتهب نسائم التحرر.
ميلاده
ولد يوسا في 28 مارس (آذار) عام 1936 في مدينة أريكويبا في بيرو. نشأ مع والدته وجده في مدينة كوشاباما في بوليفيا قبل أن يعود إلى وطنه عام 1946. عمل صحافياً في بيرو وفي باريس قبل أن يتفرغ للتأليف. ويوسا سليل عائلة أرستقراطية كبيرة، وقد تحول من ثوري يساري إلى أحد ممثلي الطبقة الأرستقراطية. وعاش فارغاس يوسا في مدريد في الفترة من عام 1958 حتى عام 1974 حيث حصل على درجة الدكتوراه. وتزوج يوسا في سن 18 عاما من عمته يوليا أوركويدي التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 32 عاماً، وعاش معها تسعة أعوام. وقد تناول هذه العلاقة فيما بعد في روايته "العمة جوليا وكاتب الفن".
خمسون عاما مع زوجته ميرسيدس
ورغم الجدل السياسي المتزايد، تأكدت موهبة ماركيز الأدبية المتفردة بنشر روايته "الحب في زمن الكوليرا" عام 1986. وتحكي قصة رجل يزداد ولعه بامرأة على مدار 50 عاما حتى يصل إليها في النهاية. وتقدم ماركيز لخطبة زوجته، ميرسيدس بارشا، وعمره 13 عاما. وعاش الزوجان في المكسيك لأكثر من نصف قرن. وانخرط ماركيز في العديد من المناظرات السياسية، أبرزها مع الكاتبة سوزان سونتاغ، بخصوص دفاعه عما رآه النقاد القمع المتزايد في كوبا. وتسبب ذلك في منعه من دخول الولايات المتحدة لبعض الوقت. ورُفع هذا المنع لاحقا، وتلقى ماركيز العلاج من مرض سرطان الغدد الليمفاوية في كاليفورنيا.وتباطأ إبداع ماركيز مع الوقت. واستغرق كتابه "مذكرات غانياتي الحزينات" عشرة أعوام من الكتابة حتى صدر عام 2004. وفي يناير/كانون الثاني 2006، أعلن عدم قدرته على كتابة الروايات.ويعتبر تفرد ماركيز نموذجا لخليط من الخرافة والتاريخ، فهو يخلق عالما يمكن فيه تحقيق أي شيء، وتصديق كل شيء، بلغة جذابة مليئة بالألوان. إلى أن رحل روائي أمريكا اللاتنية امس الخميس عن عمر 87 عاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق