الثلاثاء، 13 مايو 2014

غادة سابا تُكمل مسيرة «نبذ العنف ضد المرأة»

غادةتحاول المخرجة غادة سابا وبشكل مختلف ان تكمل مسيرة جميع النساء بوقف العنف ضدهن، بطريقة جديدة ومميزة لانها تعتبر ان الفن والثقافة والابداع تعد احيانا طريقة جيدة للتعبير وتوصيل المعلومة، كي تترك الاثر الكبير في نفس كل من يشاهد عمل سابا وهدفها، فالمرأة هي الام والاخت والزوجة والصديقة والزميلة. وبالتأكيد فان العنف لا يليق بها او بالاصح لا يجوز ان ترضى به "هي" أو يرضى ان يمارسه "هو".
"انتِ لي" عمل جديد لـ "غادة سابا"، وهو عبارة عن حملة كاملة متكاملة بدأت من خلال فيديو قصير من فكرة وتمثيل سابا ومن إخراج أمجد الرشيد وانتاج خيط وابرة، وذلك خلال مشاركتها في احتفال ملتقى النساء العالمي الذي أقيم في قاعة متحف الأطفال بعنوان النساء الأردنيات ينبذن العنف ويتبنين المحبة، وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم.
تؤكد سابا من خلال حملتها ضرورة عدم التهاون بالامور المتعلقة بالمرأة وخاصة كل ما يتعلق بالعنف الذي يرتكب بحقها سواء كان لفظيا او جسديا او حتى اجتماعيا او سياسيا، مع العلم ان المرأة وفي كثير من المجتمعات جاهلة لحقوقها وان ادركتها فهي لا تعرف الى اين تتجه، او ماذا تفعل لوقف العنف ضدها، خاصة عند الفتيات الجامعيات اللاتي يتعرضن للعنف من الناحية الجندرية، وايضا من خلال جهل الفتيات بالتعامل مع الاساتذه الجامعيين وزملائهن. وعدم احترام الاخر للانثى يُعرض الكثير منهن لكل اشكال التعنيف الذي يبرره المُعنِف بالعرض والطلب.
ولذك تعتقد سابا بان الحملة يجب ان تستغل جميع وسائل الاعلام وايضا الندوات وورشات العمل حتى يكون هناك تواصل مع الطلبة والنساء اينما كانوا.
لم ولن تتوقف سابا عند هذا الحد في حملتها، بل تسعى الى نشرها في مختلف البلدان كي تصل الى الطبقات والعقليات كافة كي تؤكد رفض المرأة لجميع اساليب الجهل والتخلف والعنف، فالمرأة اقوى من أن ترضى بذلك، وعلى الرجل ان يفهم ذلك جيدا، فالمرأة مُكملة له وليست ملكه تبعا لعنوان الحملة "انتِ لي".
فكرة سابا لعنوان الحملة "انتِ لي" جاءت من كون جميع الرجال يعتقدون بأنهم يملكون المرأة مهما كانت صلتهم بها، وهذا التملك يتحول عبر الزمن الى عنف يؤذيها من الداخل والخارج، لذا ترفض سابا أن يملك المرأة اي احد فان المرأة كيان مستقل لا يملكه احد.
تغيير الصورة النمطية امر تؤمن سابا بامكانية تحقيقه، وتؤكد اهمية التوقف عند التصنيفات القائمة على الجندر وغيره، فالتطور الذي وصلنا اليه حتى الان يجب ان يلغي اشكال التمييز والتفريق كافة بين الرجل والمرأة، فنصوص حقوق الانسان كافة ترفض التمييز بينهما، فكيف نميز نحن بينهم في مجريات حياتنا العادية.
وتعد الإحصائيات ان 80 % من اللاجئات في الأردن من النساء والأطفال يتعرضون للتعنيف بكل أنواعه من الزواج بالاكراه والزواج المبكر إلى التعنيف الاقتصادي واللفظي وغيرها.
وجاءت الحملة لجمع تبرعات لإقامة ورشات عمل، ونشر الوعي وخاصة في المجتمعات المحتاجة لتعريف النساء بحقوقهن والمراكز المتخصصة التي يمكن ان يتوجهن اليها وأيضا لتعريفهن بحقوقهن بشكل عام وحقهن في العيش الكريم.
من جانب اخر تحدثت سابا عن ضرورة عدم الصمت والموافقة على العنف، فالصمت هو البيئة الخصبة لانتشار العنف في المجتمع، فيجب على جميع النساء المُعنفات ان لا يصمتن ويخبرن قصتهن لاي شخص اخر سواء احد الاصدقاء او الاهل او احد الجيران، والافضل من ذلك اخبار الجهات المعنية لانهاء العنف من جذوره.
نبذ العنف ضد المرأة غاية لا تستطيع سابا وحدها تحقيقها، لذا فعلى جميع نساء العالم والمرأة الاردنية تحديدا لما انجزته وتنجزه يوميا فلها الدور الكبير في الدفاع عن النساء المعنفات داخل وخارج الاردن، ودعم حملة سابا من خلال تأكيد رفضها للعنف باشكاله كافة ومقاومتها له بالمحبة واظهار جانبها الانثوي القوي المتمثل بايمانها بنفسها وقدرتها على الانجاز والتفوق.
العنف ضد المرأة أو العنف ضد النساء هو مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء، ومثله كجرائم الكراهية فان هذا النوع من العنف يستند إلى جندر الضحية كدافع رئيسي.
فيما عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة "العنف ضد النساء" بأنه "أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، الذي يتسبب باحداث ايذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفساني للمرأة، ويشمل أيضا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في اطار الحياة العامة أو الخاصة."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق