الثلاثاء، 13 مايو 2014

شاعر عرب أمريكا.. يروي قصة انطلاقته الإبداعية

من بوح السبعينيات يظهر الشاعر فاروق النوباني الملقب بشاعر عرب أمريكا قريحته الشعرية والأدبية ليحكي للصحافة قصة انطلاقته الإبداعية من تمصيم مجلته الخاصة عبر صفحات الفيس بوك، وهو الذي لم يلق وهجا إعلاميا حقيقيا، إلا أنه قال عن بداياته "كنت عائدا من الميناء البحري في مدينة الدمام السعودية، وقد وددت ان اكون اول من يقود المرسيدس الجديدة التي استوردها لي والدي. فبينما كنت اقودها أو مرة عائدا بها لبيتي راودتني فكرة حرماني من شقيق لي يشاركني الفرحة في سيارتي الجديدة، وهنا ابتدأت العبرات تنهمر، فجادت القريحة بالابيات التالية:
انني لست حقيقة بل أنا طيف خيال
مر عمري كدقيقة تاركا ألف سؤال
ضيقة تتبع ضيقة بت للهم مآل
لا رفيقا او رفيقو انه امر محال
هذه الأبيات جعلته يفتح قلب الأدب وينجب انطلاقته حين أرسلها لجريدة اليوم السعودية الصادرة بمدينة الدمام وتلقفها آنذاك الزميل فالح الصغير وقام بنشرها.
ثم شاءت الظروف وتعلقت بفتاة سورية يقول الشاعر لها نضارة الربيع وعبق الزنابق فصارت القريحة تجود بها غزلا. فكانت وقتئذ مجلة النهضة الكويتية هي السباقة في نشر اولى غزلياتي المقفاة في عددها 179 الذي اسعدني في ذلك وقتها ان شعري كان يصلح للنشر فانتشر، وصدقا لا أذكر اولى قصائدي بحب تلك الفتاة ولكن تذكرت هذه القصيدة التي كتبتها بها وكان اسم تلك الفتاة ريمة، حيث كانت هكذا تفضل كتابة اسمها أي بالتاء المربوطة وهذا نص القصيده:
ريمة ايا عبق الهوى وعبيره صعب على الفلذات ان تنساك
ما كنت اعشق او اهيم لمرة لولا الهوى العذري بل لولاك
قلبي تمزق من جفاك بل انكوى عمري يمر وما اعتنقت سواك
وعلى الرغم ان عائلة النوباني انجبت لجحافل الضاد ما لا يقل عن خمسين شاعرا تشهد لهم المكتبات العربية ودور النشر الا ان والدي رحمه الله كافأني بعلقة ساخنة لاعتباري اتغزل بالجنس اللطيف عوضا عن مذاكرة دروسي في اية سنة دراسية كنت آنذاك ؟ * في الاول الثانوي هل تذكر بعضا من شعراء عائلة النوباني؟ وهل تأثرت بأي منهم؟ بالطبع الشيخ عاهد النوباني والشاعر وكان عميدهم جميعا وايضا الاستاذ ايوب ووالده عبد العزيز النوباني، وكذلك حافظ ووالده أمين النوباني، وأذكر أيضا استاذي المفكر الشاعر صلاح رشيد النوباني الذي تبنى مواهبي الشعرية وساهم اسهاما يشكر عليه في صقلها تثقيفيا دون علم والدي فكان لشدة اعجابي بنتاجاته الشعرية شديد الوقع على استفادتي من كل تواصيه وتعاليمه في قصائده لخدمة وطنه ينظم فاروق النوباني شعره الواقع انا لم انظم الا قصيدة او اثنتين طوال حياتي وساقرأ احداها عليكم: يا من أسكنتك فلذاتي…. كالشمس اضاءت لي بختي وظننت بأنك عاشقتي…. في الماضي كنت ولا زلت فوهبتك مجمل احساسي…. لأراك اليوم تغيرتي وظننت بأنك عن غدري …. عن ماضي الطعن لقد تبتي ورضيت قضاء جمعنا …. فحفظت عهودك اذ خنتي يا قصة حب تسعدني.
النوباني: لـو قــــرأ المتنبــي شــــعـري. ردد: يـــــا ســــــيد ســــاداتـي شيكاغو
نظم النوباني قصيدة للمطرب ماجد المهندس ردا على قصيدة لنزار القباني "وهي ضرب من ضروب الأدب العربي ويسمى المعارضة الشعرية أي أن ترد على قصيدة شاعر آخر بذات قافيته وتعارضه بالمضمون والمعنى"، حيث ابدى نزار قباني شديد اعجابه بها لما قرأها على مسمعه حينما زار مدينة شيكاغو، حيث كان لي شرف اللقاء به وهذا جزء منها:
لا ما خيرت لتختاري بل كنت صريحا بقراري
لن اسمح ابدا لامرأة أن تسكن جنة افكاري
فجنون الوحدة اعشقه ملكا يتربع بدياري
ان اخطئ يوما يعذرني لا يطعن ابدا بخياري
ابتعدي سيدتي عني لن أقلب ابدا منظاري. الخ.. لكن لم يسعفه الحظ بالالتقاء به او التواصل معه
غزلية اخرى للنوباني:
ما بيــن عيـــونك وفـؤادي دنيـــاي تلظـــى نيــرانا
ويُضيـــع القلب بصــائره وتصير البســمة أحـزانا
وتظــــل الدمعــة غائـرة في الروح لتوقــظ بركانا
فأهيـــم بطيفــــك يســعدني ويجــدد فرحــة لقيـــانا
وارى في عينـــك جنـــاتي تغمــرني حبــا وحنانــا
يا نــور القلب ويا قمـــــري يا أروع أروع انســانا
يا أجمــــل حب في عمــري يا اجمل بـدر بســمانا
يـا قصـــة قـــدر وردي قد شـــيد عـــدنا بهــــوانا
فجنــــان الحب لنـــا نزلا خلقت لتكــــمل أهــــوانا
تســتنبط منا روعتـــها وتلمــــلم أجمــــل ألــــوانا
فنعلــم عشــــاق الدنيــــا درســـا في الحب بنجوانا. الخ ..
شاعر عرب امريكا الأول لم يجد من ينشر له ديوانه فاروق النوباني لكن هذا فيض من غيض لما اتى به النوباني. و فاروق النوباني هو شاعر مرموق للغاية أدبيا ومفكر وناشط سياسي اضافة الى ان له باع طويل في مجال الصحافة والاعلام، حيث كان ينشر في مجلة النهضة الكويتية في أواسط السبعينيات، ونشر أيضا في جريدة اليوم السعودية وعمل مذيعا بالانجليزية KISS 106FM في الاذاعة المحلية الرئيسية بمدينة دالاس الامريكية WPNA وكذلك مذيعا بالعربية باذاعة زامل الدكتور غسان بركات على مدى اثني عشر عاما كنائب له في رئاسة تحرير جريدة البستان التي لاقت رواجا منقطع النظير على مستوى الولايات كافة، وكان له نصيب الاسد على صفحاتها، وهو ايضا الأديب الوحيد تاريخيا الذي بادر باعادة تأسيس رابطة ادباء المهجر التي تم انتخابه رئيسا لها في الولايات المتحدة الامريكية كامتداد للصرح الفكري العملاق الذي شيده الراحل جبران خليل جبران، حيث اشادت آنذاك به وبدوره جريدة شيحان الاردنية والصحف العربية الصادرة في امريكا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق