السبت، 24 مايو 2014

أبوظبي تتوج المنصوري "شاعر المليون".. والبيرق يبقى إماراتياً في الموسم الـ6

أبوظبي تتوج المنصوري

وكالة أنباء الشعر – أبوظبي 
حمل الشاعر الإماراتي سيف سالم المنصوري بيرق الشعر ولقب "شاعر المليون" للموسم السادس من مسابقة الشعر 2013 – 2014 التي أثبتت اتساع رقعة جماهيريتها، معلناً بذلك عن إسدال الستار على آخر ليلة من ليالي الشعر الـ15.


وقام سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بحضور الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، وسعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية المنظمة للمسابقة؛ بتتويج الفائزين الخمسة الأوائل وتسليم بيرق الشعر إلى سيف سالم المنصوري الذي حصل ليلة أمس الأربعاء على 65% من مجموع درجات اللجنة وتصويت الجمهور، ليبقى اللقب إماراتياً في هذا الموسم أيضاً بعد أن حصل عليه الشاعر الإماراتي راشد الرميثي في الموسم الخامس.


هكذا كانت ليلة أمس هي الختام المسك لموسم يعتبر أحد أفضل وأقوى مواسم "شاعر المليون" منذ ربيعه الأول، وحلّ وصيفاً في المركز الثاني العماني كامل البطحري مع 64% وكانت له 4 ملايين درهم، فيما حجز المركز الثالث السعودي مستور الذويبي بعد أن حصل على 63% وكانت جائزته 3 ملايين درهم، أما البحريني محمد العرجاني فقد جاء رابعاً وحصل على مليوني درهم بعد أن نال 61%، ومن بعده حلّ الإماراتي علي القحطاني خامساً بـ 60% وله مليون درهم، أما المركز السادس فشغله مواطنه حمد سعيد البلوشي مع 59% و الذي فوجئ – كما سواه - بإعلان بالنبأ أن أحداً من الشعراء لن يغادر المسرح بسبب تعادل نتيجة اثنين من الشعراء عند بدء الحلقة الأخيرة، ليستمر الشعراء الستة في المنافسة، وهو ما أقرته لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد، ووافقت عليه اللجنة العليا للمسابقة.

الوصول إلى القمة


تلك الليلة كان الشاعر تلو الآخر يلقي ما في جعبته من جميل الكلام، وكانت تصل صورته ويصل صوته إلى ملايين المشاهدين والمستمعين، من بينهم جمهور المسرح الذي غص بمشجعي الشعر والشعراء، فهدف الجميع منذ البداية هو بيرق الشعر، وكذلك اللقب الذي سعى إليه آلاف، ولم يصل إليه إلا شاعر واحد فقط، فكان المنصوري الأوفر حظاً على مدار الحلقات الـ15 المباشرة.
قبل أن تبدأ مجريات الحلقة التي نقلتها على الهواء قناة أبوظبي – الإمارات، وأعادتها قناة بينونة؛ قال د.غسان الحسن إن اللجنة راهنت على الموسم السادس الذي أثبت أنه الأكثر علواً بين المواسم، وإذا كانت مسيرة "شاعر المليون" قد بدأت بعديد النجوم الذي أتوا بنجوميتهم إلى البرنامج، فإن الجمهور واللجنة على حدّ سواء شهدوا في الموسم السادس من المسابقة شعراء صعدوا إلى مرتبة النجومية، ودلّوا على تجاربهم الخاصة في مسرح شاطئ الراحة.

رحلة البلوشي


مع حمد البلوشي كانت بداية الشعر، وهو الذي حل سادساً، وقد ألقى ليلة أمس قصيدة (رحلة) التي استحضر في مطلعها حاله مع مسابقة "شاعر المليون"، إذ قال:

تبرق ترعد تمطر قاف
تقبل تدبر ضرب سيوف
بعد إذن السامع لا يخاف
حرب الليلة حرب حروف
سبع سمان وسبع عجاف
مر الوقت وحنا وقوف
وبن بطوطة يومه طاف
عزم وحزم وفكر يزوف

ثم أضاف:

رحاله مشتاء ومصياف
وحروفه من بطن قنوف
عينه من راس المشراف
ترقب ظبي مر خطوف

لينهي قصيدته بأبيات كانت خاتمتها استحضاراً لروح الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، فقال مادحاً:

م القادة يغرف الاعراف
ابنا العود المعروف
اقوالن تزرع صفصاف
وافعالن تنبت معروف
واخبارن تثمر أصناف
والسمعه من أحلى قطوف
زايد وعياله الأشراف
أصغرهم بندق شاخوف

النص عالي الإيقاع والموسيقى مثلما قال د. غسان، حيث شهد الجمهور اتّباع حمد الكتابة وفق ضروب الشعر وطواريقه النادرة، كما الحال في الطرق المستخدم في قصيدته تلك، وهو طرق يمكن تقسيمه بسهولة، حيث أن ما قدمه حمد مكون من وحدات قد أحسن من خلالها تمثيل النص موسيقياً ومظهرياً، بما فيه من تصوير جميل ومعان عالية، وفي النص كذلك أبيات مرةً تقسم إلى 3 وحدات وزنية، ومرة إلى وحدتين، وهذا دليل معرفة الشاعر وحدات الشعر وتقسيماته وتفصيلاته.
من ناحية أخرى يدل البيت الأول (تبرق ترعد تمطر قاف/ تقبل تدبر ضرب سيوف) على التوتر في المنافسة، أما الشطر الثاني من البيت ذاته فيصور حالة الإقبال والإدبار عند الشاعر، والذهاب والمجيء حسب حاله في المنافسة.
سلطان العميمي رأى أن حمد البلوشي حافظ على مستواه من خلال ذلك النص، إذ ليس فيها خفوت، ومن ميزة قصائد حمد عدم وجود حاجز بينها وبين المتلقي، ولدى الشاعر تصوير جميل، وتجديد للأفكار، فتأتي نصوصه خصبة بكل ما فيها من إشارات، وما يميز نصوصه كذلك اللغة والوزن والقافية التي ليس فيها تكلف، فهو يطوع الشعر كما يريد.
ثم إن حمد البلوشي علا في ذلك النص الذكي الذي تحدث فيه عن المسابقة ومعاناة الشعراء - كما قال حمد السعيد -، مضيفاً أن الشاعر شبه ذاته بابن بطوطة ليعبر عما في المسابقة من تنافس شريف، وقد دل السعيد على مواطن إعجابه في النص من خلال البيت (شد ومد وعزّه لاف/ كفه صافح خمس كفوف)، بالإضافة إلى ما انتهى إليه نصه من خلال البيت (م القادة يغرف الاعراف/ ابنا العود المعروف)؛ ليثبت الشاعر أنه فخر للشعر والإمارات.

امذهّبات القراطيس


سيف بن سالم المنصوري صاحب اللقب لهذا الموسم ألقى نصه (امذهّبات القراطيس) الذي أذهل لجنة التحكيم لما فيه من مفردات مغرقة في البيئة الإماراتية:

هل المطر يا امغرّفين القراطيس
علمه اتسوقه بالمعاني بروقه
قدله ثلاث شهور والحفر ما قيس
تشهد على وقعه بقاعه شقوقه
ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس
يروي المسامع وايتلقّا حقوقه
أرضه قفر واترابها ما بعد ديس
والعشب تنه م المغاني عروقه 

وفي بيتين لاحقين قال:

يبرالها من راسي الجزل فرّيس
يكسع فحلها عن معاشير نوقه
واتناعتوه البدو عند العواسيس
واتوافدوا يشعف غلاهم خفوقه
ليختم نصه بالأبيات التي جاء فيها:
ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس
وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه
ويشمخ وينزل له وظن وبالنواميس
يسمو تحت بشته ويرفي فتوقه
ونوده يذر امذهّبات القراطيس
وتسبق علومه بالمعاني بروقه

ومما قاله سلطان العميمي ليلة أمس إن الشاعر حافظ على مستواه بعد إلقائه ذلك النص، فأفكاره مستمدة من بيئته، وهو يوظف في نصه مفردات لم تعد مستخدمة عند الجيل الجديد، كما يحيي مفردات قديمة من دون تكلف، ولديه صور رائعة الجمال ومشهدية تستحق التأمل تبدّت في البيتين (وردت غديره وارتوت الأحاسيس/ واتفرّقت ترعا زماليق شوقه)، والبيت (كنّها الخرز واتناثرت من طرف كيس/ من فوق زلّ نون عيني يشوقه).
فيما أكد حمد السعيد أن في النص رائحة البداوة والأصالة، حيث امتداد الصورة الشعرية في أكثر من بيت، كما في (أرضه فقر وترابها ما بعد ديس/ والعشب تنهل م المعاني عروقه)، ما يؤكد حرفة سيف المنصوري، فهو منذ بداية المسابقة يسير على النهج ذاته، ويبدع أبياتاً رائعة، كما البيت (شدد عليه القلب منقيّة العيس/ عقد الذهب ويلاوي العنق طوقه) الذي يتحدث فيه عن المسابقة، وكذلك البيت الذي يمتد بشكل جميل مع البيت الأول (يبرا لها من راسي الجزل فرّيس/ يكسع فحلها عن معاشير نوقه)، وفي النص يوظف سيف كل ما يرتبط ببيئة الإمارات من طير وبحر وغوص وبر، وهذا دليل المخزون اللغوي والثقافي الذي يمتلكه.
د. غسان الحسن أيضاً وجد أن النص جميل وعميق ومتسع ومتشعب، وهذا مردّه سعة القاموس اللغوي لدى سيف المنصوري، ومعرفته مفردات كثيرة تجعله يذهب بالنص أنّى شاء، مفردات دالة على مختلف بيئات الإمارات، مثل الإبل، الصقور، الريس، الغوص، الماضي والحاضر، فاستمد الصور منها، والنص يكاد يكون بلا حشو، وقد أشار د. الحسن كذلك إلى أن حذف أي مفردة من الأبيات تجعل المعنى يختل، مثل البيت (ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس/ وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه)، فأبياته كالمدماك المرصوص، من جهة أخرى رأى في النص امتداداً للصور ولتراكبها ولتشابكها (وانهضوا به رابطين القرانيس/ ترقب مخاييله ومرهي حقاقه)، وكذلك (ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس/ يروي المسامع وايتلقّا حقوقه)، وكل مفردة في بداية الشطر الثاني (يروي) و(المسامع) صورة، وغير ذلك أن في القصيدة جمال كثير.

مسحوب القحطاني


علي القحطاني جاء بنص على طرق المسحوب، وهو ما أشار إليه الناقد حمد السعيد، وإلى الذكاء الموجود فيما أبدع الشاعر بدءاً من أبيات المطلع:

أعلق أحلامي على الغصن ويزيح
كتفه وكنّه يقول ذا ويش جابه
ومن يوم أقفي يعترض للسواريح
ويقول من يبغي يعلق ثيابه
وقفت ف وجيه الجبال الصلافيح
ولبست من صوف التشيم عصابه

وصولاً إلى الأبيات التي قال فيها:

لو طاحن جبال السراوات ما طيح
عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه
الله أعلم كنز قارون فالسيح
ولا إنه صوب السيف ولّا ف غابه
خلوني ألقى الباب قبل المفاتيح
وشلون أبفتح قفل ما دلّ بابه

واستمر الشاعر في حبك أبياته إلى أن وصل إلى الخاتمة التي اكتملت بالأبيات:

أحد يسولف لام سالم عن الشيح
وحد خذا من كل طاروق جابه
والعود بلا يصامد القوم ويصيح
العد ذا يحرم عليكم شرابه
ترى الرباع ليا وسموها المفاليح
حن نعتبرها هدو ولا نهابه

ومما أضافه حمد السعيد أن في النص مفردات تشير إلى خصوصية لهجة الشاعر كما في البيت (أعلق أحلامي على الغصن ويزيح/ كتفه وكنّه يقول ذا ويش جابه)، وكذلك البيت (والعود بلا يصامد القوم ويصيح/ العد ذا يحرم عليكم شرابه)، مشيراً إلى وجود ترابط بين أبيات النص المحبوك بمهارة، والجمال فيه واضح مثلما الحال بالنسبة للأبيات (وأقول حن يا عيال زايد طحاطيح/ وإن ما رفعنا الراس وش ينبغا به)، و(لو طاحن جبال السراوات ما طيح/ عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه)، (وأقول حن يا عيال زايد طحاطيح/ وإن ما رفعنا الراس وش ينبغا به).
أما التساؤل الذي طرحه الشاعر (الله أعلم كنز قارون فالسيح/ ولا إنه صوب السيف ولا ف غابه) فهو بالغ الجمال، فيما جاء البيت (أشوف ف يدين النشامى مسابيح/ ما ادري بقصد الذكر ولا الكتابة) رمزياً ومتميزاً كما ختام القصيدة.
من جانبه أكد د. غسان الحسن إلى التألق المستمر عند الشاعر، وإلى مسيرته ذات المستوى الرفيع، وإلى جمال النص الذي فيه الجديد الذي يعجب، ومما أثار إعجاب د. غسان أسلوب التجريد الذي استخدمه الشاعر حين استنسخ من نفسه شخصاً آخر، وصار القائل والمخاطب.
وفي معرض رأيه قال د. الحسن: في نص القحطاني أسئلة ذات بعد جميل كما جاء في البيت (لو طاحن جبال السراوات ما طيح/ عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه)، وهي أسئلة جاءت بصورة أجوبة ونفي، كما أعجبه أن الشاعر ناقض نفسه، فهو يملك الطموح لكنه لا يملك المعجزات، وكان ذلك جميلاً جداً برأي د. غسان.
سلطان العميمي قال إن القصيدة ذكية في الترميز الذي استخدمه الشاعر، وفي بعض أبياتها تواضعاً وفخراً متوازنين، وهذا دليل على أن علي القحطاني يكتب بوعي وبنضج، وما أثار انتباه العميمي أنسنة الأشياء، والتنوع في الصياغات، وتأكيد التعجب والمقارنة، فكل ذلك – كما قال - منح القصيدة تنوعاً جميلاً بعيداً عن النمطية، وبناء متوازناً، ما جعل تلك القصيدة إحدى أجمل قصائد القحطاني.

شكراً.. كامل البطحري


من خلال النص الذي أعلن فيه حبه لكل من الإمارات وسلطنة عمان؛ ألقى الشاعر العماني كامل البطحري (شكراً)، ذلك النص الذي أثبت جدارة الشاعر بالوصول إلى الحلقة الأخيرة من "شاعر المليون"، وقد قال في أبيات النص الأولى متحدثاً عن المسابقة ووالده الغائب جسداً الحاضر روحاً:

هذا المسا من دفء أنفاسه يشير
إلى وجود أبويَه بكل زفره
أحس ذاك الباب ينطق تباشير
أبوك يا كامل مهو وسط قبره
منّي دخل للمسرح بفخره يسير
ولابس براسه مثل مصرتك مصره
يا بويَه أقطف في سماعك تعابير
من شاعرٍ صفق للأبيات سطره

ثم أتبعها بأبيات تحدث فيها عن "زايد" الخير إذ قال:

في دار زايد يبني الغصن للطير
عشه مثل ما تهدي الضيف أسره
من صافح يديها نبت في يده خير
من زرع زايد طاب ذكره وشكره

ثم شكر أهل الإمارت، واستعاد مرة ثانية حضور والده:

شكراً لها شكراً لأهلها المناعير
وهذا الشكر من بوح الاحساس حبره
أسوقه بوقتٍ تنفس تباشير
وأحس فخر أبويَه بوسط صدره
قلته وعيني تنظر الباب وتحير
والعز يحبس داخل العين عبره

د. غسان الحسن أشار إلى مسيرة كامل الشعرية المشرقة، وإلى مستواه الممتاز، والنص الذي ألقاه ليلة أمس والذي يشبه من حيث الإبداع نصوصه السابقة، ومن حيث حضور الرموز العمانية، ونص البطحري – حسب د. الحسن – يقسم إلى نصفين، نصف لعمان والنصف الآخر للإمارات، وفي حب الطرفين، وكما برزت في النص شخصية محورية تحرك الأحداث وهي شخصية والد البطحري الذي ذكر مفردة (أبويَه) سبع مرات.
والشاعر حين تحدث عن المسابقة أورد ذلك بشكل غير مباشر، مشيراً إلى أن البيرق هو الطموح والفخر، وهذا نوع من البناء الجميل مثلما وصفه د. غسان، قلما يفطن إليه كثير من الشعراء، كما أن الشاعر شكر الإمارات حتى بدون البيرق، وهذا يحسب له.
كما أكد سلطان العميمي فخر البرنامج بتجربة كامل وحضوره، واختياره من قبل لجنة التحكيم، إلى جانب اختيار زملائه للوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة، فكانوا هم الرهان.
وليلة أمس قدم كامل خصوصية شعرية، فكل بيت من نصه أجمل من البيت الآخر، فهو مسبوك بنضج كبير، والشاعر يصيغ الشعر كما يريد، ويتنقل فيه ما يريد.
حمد السعيد ركز على أسلوب الشاعر الذكي والجميل جداً في النص، وعلى جمال الحوارية بينه وبين والده الراحل من خلال استخدام مفردات دالة على ما يريد الشاعر إيصاله للمتلقي.

العرجاني في حب البحرين


بحماس كان واضحاً قدم محمد العرجاني نصه، مراوحاً فيه بين الشعر وبين مديح البحرين البلد الذي ينتمي إليه، وإلى قيادة بلده التي يقدّرها، بادئاً ذي بدء بالأبيات الأربعة التالية التي كانت بمثابة استهلالاً لما أراد أن يأتي به لاحقاً:

درست الحياه الصعبة ومنهج الايام
لو ان ما معي منها شهاده دراسيه
تخرجت وانهيت الدارسه من أول عام
ولا شافت عيوني معاهد وكليه
تعلمت اسل السيف في وجه الاستسلام
لان المعارك في حياتك مصيريه
بنيت القصيدة والقصر ما ينسام
ولا يعتبر ضمن المباني التجاريه
وفي مديحه ملك البحرين قال البيتين:
تفضل يا بو سليمان قدر وغلا واكرام
أقهويك فنجال القصيد ومعانيه
إذا الجن يعطي للقصيده طرب والهام
احضر بهم مليون جني وجنيه

خاتماً نصه الحماسي بفخره بالانتماء إلى قبيلته وبلده، ومؤكداً على أنها ستبقى "خليفية" في إشارة بوفائه إلى قيادة البحرين:

تدوم المعزّه في رجال المنامه دام
رجال المنامه تحت راياتك الحيه
اساس الوفا يا سيدي من قبايل يام
وانا من ظهر يامي ومن بطن ياميه
لك الحكم ما يهتز ولغيرك الاحلام
يحلمون والبحرين تبقى خليفيه

أكد سلطان العميمي تقدم مستوى الشاعر، وأشار إلى مطلع نصه، موضحاً أن مستوى الشعر عند العرجاني ارتفع بدءاً من البيت الثالث، والنص - كما قال - يتراوح بين المدح والفخر، مزجهما الشاعر ليجعل منهما كتلة واحدة في إطار شعري جميل مستخدماً أسلوباً استفهامياً يؤكد من خلاله ما يريد في وصف الممدوح.
ومن جهته أشار حمد السعيد إلى المديح الجميل في النص، وإلى الترابط أيضاً بين الأبيات والصور، من أول بيت وحتى آخر بيت (لك الحكم ما يهتز ولغيرك الاحلام/ يحلمون والبحرين تبقى خليفيه)، وهذا أسلوب سهل ممتنع وواضح، أما البيتين (قصر هيبته من هيبة طويق والاهرام/ أساسه وجدراه من الشعر مبنيه)، و(اقلط طويل العمر لا قال تم وقام/ وتهتز أركان القصر من خطاويه) فقد وصفهما السعيد بأنهما جميلين جداً.
فيما حدد أيضاً د. غسان الحسن مواضع الجمال في نص العرجاني، بدءاً من مدخله، وكأنما أراد الشاعر القول إن الشعر عنده بالفطرة، كما أبدى د. الحسن إعجابه في 3 أبيات، لأن الأسلوب الذي اتبعه الشاعر فيها هو أسلوب الحصر، والأبيات هي (وش الطيب لولا طيب قلبك على الأيتام/ وش العز لو ما كانت أرضك أراضيه)، (وش الأمن لو ما كنت للدار أمن وحزم/ وش المجد لو ما كنت ثابت بعاليه)، إلى جانب أسلوب حصري آخر من أجمل الأساليب جاء في البيت (تدوم المعزّه في رجال المنامه دام/ رجال المنامه تحت راياتك الحيه)، وقد أشار الشاعر إلى المعتقد العربي السائد، وهو أن الشعر مصدره شيطان الشعر أو جن الشعر، وهو – أي الشاعر - يملك منه ما يملك الآخرون (إذا الجن يعطي للقصيده طرب والهام/ احضر بهم مليون جني وجنيه).

محمد محمد


مع مستور الذويبي كان آخر الشعر في آخر ليالي الموسم السادس من "شاعر المليون"، وقد كان مستور متألقاً ليلة أمس، عينه على البيرق، وقلبه على الشعر. صحيح أنه لم يفز بالأول، لمنه حتماً وضل إلى الثاني بجدارة، خصوصاً عندما ألقى قصيدته (محمد محمد) التي جاد من خلالها بشاعرية عذبة وبمستوى من الإبداع يليق بالجمهور، وجاء في مطلع قصيدته: 

يا صهوة قصيد فج صدر الظلام وشاف
صباح كتب في غرته نادر حروفه
قطعنا مساحات الفضا وانتهى الميقاف
وبقي لي شعور يدحم الغيم بكتوفه
كبيره لو ارجع من هنا ما سرجت القاف
على مهرة من مربط الصدق معروفة
وفا للكريم اللي سعى بالخيال وطاف
كبير المقام محير الفكر بوصوفه

وفي وصفه لولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قال:

محمد محمد فاتح صدره المضياف
تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه

معيداً "التأكيد" مرتين أخريين:

محمد محمد ملتجي من عليه خلاف
ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه

وكما بدأ بمطلع بديع، كذلك ختم بمديح بديع أيضاً:

حكيم على متنه الثقال خفاف
يشيل الحمول وغترة العز منسوفه
فعوله نهر دفاق والمكرمات ضفاف
ضحوك الحجاج ونظرته عطف ومروفه
تمنيت افيض اوصاف لكن من الانصاف
اقف واعتذر وايدين الاحساس مكتوفه

حمد السعيد بدأ بالحديث عن الشاعرية الحاضرة لدى مستور الذويبي في ذلك النص الذي ألقاه، من أول بيت وحتى آخر بيت، كما أكد على الذكاء في كتابته، وعلى مدخله الجميل.
في حين أوضح د. غسان الحسن أن مستور قدم نصاً جميلاً، وذهب من خلاله إلى أساليب متنوعة، والشاعر حين قال في البيت الثاني (قطعنا مساحات الفضا) فقد كان يقصد مجموعة الشعراء، وعندما قال (وبقي لي شعور) اعتبر ذاته متفرداً في المسابقة.
كما استخدم الشاعر أسلوب المدح في 5 أبيات، منها 4 مقفلة مجهولة الممدوح، وبيت خامس تعريفي، بالإضافة إلى بيت آخر يليه ويشبهه، وهذا الأسلوب – ملثما أوضح د. غسان - مفاجئ للسامع ومؤثر أكثر، وأضاف أن في النص تكرار الاستمرار الذي جاء به الشاعر من خلال البيتين (محمد محمد فاتح صدره المضياف/ تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه)، و(محمد محمد ملتجي من عليه خلاف/ ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه)، دالاً من خلالهما على شخص الممدوح الذي ورث المجد عن زايد الخير، وأخذ من أوصاف خليفة العز، وهذا ما جاء في البيتين (ورث مجد زايد وارفعه للنجوم وناف/ بجيش على حب الوطن وحد صفوفه)، و(وصوفه لحال ومن خليفه عليه اوصاف/ دهى الشيخ وعزومه وطيبه ومعروفه)، مؤكداً د. غسان على وجود تنوع في الأسلوب وعلى جمال ذلك التنوع الذي أبدعه مستور.
إن النص الذي ألقاه الذويبي هو ختامٌ مسكٌ الموسم، ثم إن الشاعر متألق، وحضوره مميز، ومستواه الشعري كذلك. هذا ما قاله سلطان العميمي حيث تفوق الشاعر فيما ألقى، مشيراً إلى ابتعاد النص عن التقليدية وتوافر خصوصية الممدوح، ما يؤكد أن الشاعر جاء بنص كتبه بوعي ونضج، ثم أشار العميمي إلى البيت (ليا قمت أمجد سيرته بالقصيد أخاف/ يجي دون هقوة هامته وأخسر وقوفه) الذي أكد أنه عبارة عن صورة شعرية جميلة جداً تنم عن مقدرة عالية لدى الشاعر في الصياغة.

بين المنهالي وبوهناد وعمر

لم ينته الموسم من دون وداع خاص تجسد بالأوبريت الذي قدمه الفنان عيضة المنهالي المعروف بأدائه المتميز، وبصوته الحاضر، فعاش الجمهور دقائق من الحبور قبل إعلان النتيجة التي جاءت إماراتية للموسم الثاني على التالي، أي الخامس والسادس من "شاعر المليون".


وكما عودنا كل من الإعلامي والشاعر عارف عمر مُعد البرنامج ود. ناديا بوهنّاد فقد قدما فقرة التحليل النفسي، لكنها هذه المرة لم تكن تحليلاً بالمعنى الدقيق للكلمة، إنما تأكيد على ما كانت تقوله د. بوهنّاد عن المتنافسين، حول الأداء، والحضور، والكاريزما، والاستعداد، وتقبل الرأي الآخر، وقوة الشخصية، والإبداع في لغة الجسد، والثقة بالذات، وغير ذلك مما استطاع الشعراء اكتسابه أو تعزيزه على مدار الحلقات الـ15 التي كانت تُبث على الهواء مباشرة، وفي البرنامج الذي دعمه في هذا الموسم بنك أبوظبي الإسلامي.


وعلى الجهة الأخرى كان الإعلامي عارف عمر يقرأ رسائل الجمهور التي كانت تصله عبر تويتر موقع التواصل الاجتماعي، ويتواصل مع كل من شيما وحسين العامري مُقدّما البرنامج سواء خلال الأوقات المستقطعة، أو قبل وبعد إعلانهما النتيجة في كل حلقة، ليكون حضور الجميع فاعلاً في برنامج استطاع كسر حاجز المتابعة العادي، وحجز له موقعاً بين البرامج الأكثر جماهيرية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط كما تشير المتابعات.
وقبل الرحيل بانتظار موسم جديد أعلن حسين العامري مفاجأة أخرى، وهي أن مسابقة "شاعر المليون" ستتلقى طلبات المشاركة اعتباراً من اليوم الخميس، لتبدأ دورة العمل من جديد قريبا.

وختاماً.. إلى موسم جديد


هكذا انتهت المسابقة ببيرق واحد، وبمراكز خمسة، وبـ15 مليوناً وُزعت على الفائزين كل حسب مركزه، وكان هذا الموسم قد شهد منافسة رائعة بين شعراء يظهرون للمرة الأولى على الشاشة، شعراء أثبتوا أنهم جديرون بالصول إلى مرحلة الـ48، ثم إلى مرحلة الـ28، ثم إلى المرحلة الثالثة ب 15 شاعراً، وأخيراً إلى صفوة الصفوة التي تمثلت بستة شعراء، ثلاثة منهم من دولة الإمارات، وواحد من عمان، وخامس من السعودية، وسادس من البحرين.
ومسابقة وبرنامج "شاعر المليون" التي تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، تعمل ما بوسعها في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات والخليجي، وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، وفي سبيل كسب أكبر جمهور ممكن كذلك على امتداد الجغرافية التي ينتشر فيها العرب من محبي الشعر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق